حماك الله يا وطني
كلمة وطن لها العديد من المعاني الراسخة في النفس البشرية منذ الأزل فهو الأرض والعائلة والذكريات والأحداث وكل ما قد يخطر ببالك ، لذلك علينا بحب الوطن فهو نعمة من الله وحمايتة واجب ديني علينا ، ولكي تعيش حياة مليئة بالأمان والسلام عليك أن تعرف قيمة الأشياء التي تحيط بك ، فيصبح لديك رضًى وقَبولاً ، فتنعم بما أعطاك الله -عزّ وجلّ - وتقدّر هذه القيمة وتعلم أّن وجود وطن ومأوى لك من أهم النعم التي رُزقت بها ، فغيرك كثير بلا مأوى ولا وطن يحتويهم ، هؤلاء هم الذين يدركون معنى العيش في ربوع الوطن.
كثرت المزايدات والأقاويل هذه الأيام بين المتنافسين والمتخاصمين على المناصب والكراسي الوهمية وكل فريق يكيل للأخر التهم أنا وطني أنت غير وطني .
الوطنية الحقيقية هو إحساس سامي يعتلج النفس الانسانسة ويتمكن من أن يأخذ بناصيتها لتكون معطاءة حيث تسموا على كل الأنانيات التي تحبس الإنسان في حلقته الضيقة الأنا والتي تجعله لا يرى ولا يسمع إلا نداء مصلحته الخاصة ومطامعه الشخصية , ولم يصغى لاى طلب إلا طلب جشعه الذي لا ينتهي عند حد.
المشاعر الوطنية النقية من أي شوائب هي مقدمة ضرورية وتمثل حجر الزاوية في رسم الأهداف الكبيرة في عقل ونفس الإنسان الذي يسمى لبناء كيان عزيز أسمه الوطن.
لو هذبنا أنفسنا تجود بكل شيء والجود بالنفس أقصى غاية الجدوى وتفيض بعطائها لتملئ الدنيا جودا وكرما وهذا ليس كلاما من الخيال بل هناك من الشواهد الكثيرة ممن أعطوا لشعوبهم ولم ولن يتوقفوا حتى بالسخاء بأرواحهم ولكن بنفس الوقت هناك من يقف على النقيض حيث يرفع شعارا مشؤما سيء السمعة يقول أنا ومن بعدى الطوفان .
هذا مايحدث اليوم فغرقت الأرض بطوفان الفساد الاخلاقى والادارى والظالمة ضد الشرفاء على ايدى من باعوا ضمائرهم وأنانية هيمنت عليهم فجعلتهم لا يسمعون ولا يتكلمون إلا ذلك النداء المشؤم الذي يصدر من نفس لئيمه لا تعرف للحب والإنسانية معنى إلا معنى واحدا هو مصلحتها.
هؤلاء الأنانيون مصاصي دماء الشعب يدمرون الوطن لكي يعيشوا ويجوعون الفقراء والمحتاجين لكي يشبعون ويفقرون الناس لكي يستغنون .
هؤلاء هم جرثومة الوطن ومرضه القاتل والذي لاسبيل إلى شفاءه إلا بالقضاء على هذا المرض العضال وإلا سيبقى عليلا ضعيفا مادام الأنانيون هم لهم اليد الطولي في تقرير مصيرنا.
مما لاشك فيه أن الوطنية لا يمكن شرائها كباقي السلع ولكنها عملية تربوية تحتاج إلى الكثير من الأحيان ليحولها إلى نفس بناءة تنزع للخير والبناء والتقدم وهذا بلا شك لايحصل بجرة قلم أو تصريح عبر الفضائيات ولكن نحن بحاجة إلى مدرسة تستوعب هواجس هذه النفس وتعرف مواقع جراحاتها وآهاتها ومراكز قوتها وضعفها .
هذه المدرسة سيكتب لها النجاح أذا كان الحكماء والشرفاء من يخطط لها بإرادة من حديد من ينفذ لها.
إرادة لا تعرف الكلل ولا التعب والأكبر من هذا هو الإيمان بالروح العظيمة والكبيرة لهذا الشعب الذي كافح وناضل وقدم الشهيد تلو الشهيد الذين افنوا حياتهم من اجل الوطن.
نحن بأحوج مانكون إلى خبراء نفوس وبنائي حضارة ومكتشفى قدرات الشعوب وهم وحدهم ممن يستطيعوا أن يفتحوا مغاليق أبواب الشعب وهم وحدهم ممن يستطيعوا استخراج جواهر قدراته الإبداعية.
الإخلاص والصراحة والتسامح والوطنية مبادئ قديمة ولكنها حقيقة وتمثل الروح في الجسد الشعبي وهى الحقيقة الصادقة إلا بمصداق حقيقي لبلد شيد عبقرية صناعية على أعمدة الأخلاق والوطنية.
الوطنية ثمن المواطنة والتي بدونها لا يمكن بناء وطن تحلم به الأجيال .
ومن الأمور التي تستدعى النظر أن حب الوطن من الإيمان أي أن الوطنية ليست كلمة عابرة نزاود على بعضنا البعض إنها وجه من وجوه الإيمان وعنصر مهم من شخصية الإنسان المؤمن وهذا يدعونا إلى تكريس الظاهرة الإيمانية لان جوانبها المشرقة الوطنية.
وما نشاهده اليوم من سلبيات على ارض الواقع ماهو إلا مظاهر عرضية للسبب الأول وهو أزمة الوطنية والتي اليوم في خطر.
أتذكز المطرب التونسي الرائع لطفي بوشناق عندما غني لنا وللعرب كلهم.
أنا حلمي بس كله أن يفضل عندي وطن .
ياوطني انت حبيبي وانت عزي وأنت تاج راسي .
أنت فخر المواطن والمناضل والسياسي.
انت أجمل . انت أغلي ..
انت أعظم من الكراسي!
تصفيق حاد منا ومن كل أحرار العالم
حماك الله يا وطني.
جمال ايوب