القضية الفلسطينية تمثل الحق
القضية الفلسطينية تمثل الحق والعدالة والحرية والمساواة والشرف ,ان غياب العرب عن قضيتهم المركزية لا يفقد فلسطين عروبتها بل يفقد العروبة صدقتيها كهوية وكقضية حق. في الوقت الذي تتواصل فيه انتفاضة القدس في فلسطين المحتلة تتوالى المؤتمرات والاجتماعات والاحلاف العربية والتي جميعها لا تتعلق لا بالقدس ولا بفلسطين ولا بالانتفاضة وهذا الشعب العظيم الذي يقاوم باللحم الحي , فهلا يتحرك العرب والمسلمون في كل أقطار الدنيا.
تؤكد المصادر التاريخية أن فلسطين قد عرفت على غرار العديد من مناطق العالم عهوداً كثيرة فكانت للفينيقيين دولة ، وعرفت للعرب الكنعانيين دولة ، كما عرفت حكم الفراعنة والبابليين والآشوريين والفرس والرومان ، إلا أن ما ميز فلسطين عن باقي بلاد العالم أنها كانت مهد الديانات السماوية وموطن الرسل والأنبياء.
فلسطين ليست مجرد اسم لأرض عربية غالية على الشعب الفلسطيني والعربي وأتباع الرسالات السماوية فقط ، بل هي أكبر من ذلك ولها أبعاد أكبر بكثير ، منها ان فلسطين هي القضية الأهم في عالم اليوم ، وتمثل الحد الفاصل في التاريخ الحديث بين السلام والدمار ، والحب والكراهية ، وكشف حقيقة الأنظمة ، لانها أوضح قضية لأرض مغتصبة ولشعب مسلوب ، من حقه العيش على أرضه وأرض أجداده ، شعب وجد نفسه على هذه الأرض ووجد رفات أجداده داخل أرضها لم يأت إليها من أي مكان.
القضية الفلسطينية تمثل الحق والعدالة والحرية والمساواة والشرف واحترام الرأي والرأي الآخر والتعايش والسلام والتسامح ، ومن أراد معرفة نفسه هل هو مع العدالة أو الظلم ، فليحدد موقفه من القضية الفلسطينية العادلة. عندما زرعت الصهيونية العالمية في كبد الوطن العربي على أرض فلسطين السليبة ، كان الهدف منه أن ينتشر هذا الكيان السرطاني في كل الجسد العربي ، كما هو معلن في علم ذلك الكيان ذي الخطين الأزرقين ، إشارة إلى الفرات والنيل وتتوسطهما نجمة داوود . وبذلك الانتشار، الذي كان مؤملاً عليه أن تتم من خلاله الهيمنة الصهيونية على كامل الوطن العربي ، ويصبح تحت النفوذ الصهيوني بكل مقوماته العسكرية والاقتصادية والتعليمية والدينية. فيتم القضاء على المجتمعين العربي والإسلامي ، وتطمس حضارته ويحل محله مجتمع صهيوني يبقى إلى الأبد.
وقد بذلت لتحقيق ذلك جهود وأموال لا تحصى ، وصيغت له سيناريوهات وخطط ومشاريع عدة لمحو فلسطين من ذاكرة الشعوب العربية ، بما في ذلك محاولات شراء بعض الحكام ورجال الدين لتمرير تلك المخططات. ولكن الشعوب العربية لم تتنازل عن كرامتها وتستسلم ، بل رفضت التطبيع وبقيت ترفضه رغم الهزائم العسكرية ، التي منيت بها الجيوش العربية ، بسبب سوء تدبير قادتها وانحياز أميركا للقتال إلى جانب ربيبتها الصهيونية بمدها بأحدث الأسلحة.
ومع ذلك لم تستسلم الشعوب العربية ورفضت التطبيع , وبقيت ملايين الشعب الفلسطيني المنكوب في المخيمات تقدم مواكب الشهداء لاستعادة فلسطين ، ورضيت العيش في المخيمات على أمل العودة إلى أرضها رغم ما عانوه ويعانونه من فقر وحرمان وحياة أدنى من عيشة البشر، في وقت تصدر فيه فائض الأموال العربية لتودع في المصارف الصهيونية في الغرب بدلا من أن تسخر للقضية الفلسطينية.
واعتبار قضية فلسطين عربية مركزية. وما لبثت وسائل الإعلام الصهيونية ما كان منها غريبا ، يروج لفكرة استبدال العداء للصهيونية إلى استغلال الخلاف المذهبي لتأجيج الكراهية للشعب العربي وإشعال الحرب الطائفية القذرة .
يا عرب لا تحتاج الأمة العربية إلى مزيد من الشقاق والفرقة والعداوات والمعارك ، ففيها ما يكفيها ، وليس من العقل ولا من الحكمة ولا من المنطق أن يستعدي السنة الشيعة ، وأن يستعدي الشيعة السنة ، فلن يزيدنا هذا العداء إلا تمزقا وهزيمة وإحباطا وقلة وذلة ، ولمصلحة من يُنشر الخلاف والسب والشتم والتجريح في الفضائيات ومواقع الإنترنت ؟ وكل مَنْ كتب سطرا واحدا أو قال كلمة واحدة فيها تكفير وتضليل إنما صب الزيت على النار وأضاف عود حطب إلى فرن العداوة ، وعجبي من أتباع الطائفتين كيف يتحمّسون للخصومة والعداوة ويزرعون الكراهية في القلوب ويغرسون البغضاء في النفوس وفلسطين محتلة . يجب ان يتحرك العرب والمسلمون في كل أقطار الدنيا الى تحرير فلسطين , الشعوب العربية والإسلامية ستهزم امريكا والصهيونية في العراق وسورية وفلسطين المحتلة ، مثلما هزمتهم في العراق وافغانستان ولبنان ، وسيظل الاقصى المبارك شامخا عزيزا ، مثلما كان على مر العصور ، وصبرا يا هل ياسر.