نحتاج فقط أن نكون إنسان..!
من أنا ، ذلك هو السؤال , أتصور ان كلمة إنسان أصبحت من التراث هذه الأيام والنوادر التي يجب ان توضع في متحاف اثرية … والسبب ببساطه انها أصبحت كلمة تثير السخرية إلي أبعد حد ممكن أن يتصوره عقل العدو الصهيوني .
السؤال الذي يطرح وجوده هنا من المسؤول عن هذا ؟ أتهلك الإنسانيه ذاتها وتتآكل تباعاً من أجل مجموعة من الأفكار الصهيونية .. أفكار ترصد الموت في كل خطوة تريد ان تقتلع الحياة من جذورها كي تحكم رماد هذا العالم وترقص علي جثث الموتي ؟ وأن أردنا أن نحاكم ونقدم أحداً للعادلة من نقدم ؟ المجتمعات أم السياسيات أم المؤامرات ,ام البشرية التي أصبحت مستعرة علي كيفية البقاء علي حساب الإنسان في حد ذاته , كيف يمكننا ان ندرس للنشا العدالة والضمير والحرية والقيم والمعني ثم نعاود لنضرب بكل هذا عرض الحائط من أجل المصلحة والبقاء للأقوى وشريعة الغاب التي تتخذ شكلاً حضارياً تكنولوجياً يستتر خلفها العدو الصهيوني والرجعية في مفهوم الإنسان وكيانه وتكوينه …
كيف يمكن أن تكون هناك مؤسسات حقوقية ولا يوجد حقوق في وجدان الشعوب تتأسس من أجلها …! تلك الحالة من الغليان الواقعي إلي متي تستمر وإلا ما سوف تنتهي بالطبع لا يمكنها أن تنتهي لصالح الانسان لكنها سوف تنهي لصالح مجموعة الاوهام غير المنطقيه ولا يُضر سوي الإنسان ويضيع ما بين يتيم ولاجيء ومشوه وطفل من اطفال الشوارع ومتسرب من طفولته قبل تعليمه وفي النهايه فاقد حياته بلا ادني ذنب أقترفه سوي أنه إنسان ولد في هذه الظروف الانسانيه لاتحتاج شعارات او هتافات او عبارات رنانه من قبل مجموعة من المنعزلين عن الواقع بل تحتاج الي من يفهم ويعي قدر الجرح وعمقه وكيف يمكن ان يصبح سريع الالتئام , نحتاج إلي صحوة روح ووجود ووجدان .. نحتاج فقط أن نكون إنسان..!
يشفي الغليل! وإذن تدخل في بحر من الحيرة الوجودية! ما الذى ينتظره الصهاينة من الشعب الفلسطينى بعد هذه السنوات الطويلة من الإهانة والإحباط وذل الاحتلال ، وهدم المنازل ومصادرة الأراضى ، وإطلاق الرصاص على الأطفال فى الشوارع ، وهجمات المستوطنين التى لا تنقطع عن القرى الفلسطينية وإحراقهم حقول الزيتون ، واقتحامهم المسجد الأقصى .
ما الذى ينتظره العدو الصهيوني من الشعب الفلسطينى بعد كل هذه الجرائم سوى التعجيل بانتفاضة ثالثة تشعل الثورة ، وتطارد المستوطنين الذين استباحوا أبسط حقوق الشعب الفلسطينى ،وتقدم كل يوم المزيد من الشهداء والضحايا فى مسلسل لا ينقطع من العنف ، وإلا أصبح الفلسطينى سفاحا يتهمونه بتحريض على الثورة ، ومن حق أى صهيوني أن يطلق عليه الرصاص !، بل لقد بلغ الكذب حد الفجر عندما أعلن العدو ، أن عمليات الانتقام الفلسطينى لا علاقة لها باقتحام المستوطنين المسجد الأقصى ، ولا شأن لها بامتهان الفلسطينيين ساعات طوالا عند الحواجز والمعابر ، لأنها نتاج ثقافة كراهية يبثها الفلسطيني فى صفوف شعبه!
وما لايفهمه العدو الصهيوني أنهم أغلقوا بجبروتهم كل السبل للحفاظ على بعض إنسانية المواطن الفلسطينى ، إلا أن يكون غير آدمى يقبل الإهانة والتدنى ، ولا يحس ولا يغضب !، أو يلتزم خيارا آخر، يخبئ السكين فى طيات ملابسه ويتربص مستوطنا يمر الى جواره فى الشارع أو الزقاق أو على الرصيف كى يطعنه ويقتله، ويسترد بهذا الانتقام بعضا من إنسانيته المهدرة! ولأن الموقف فى الارض المحتلة وصل الى هذا الحد فلا منجاة لأى صهيوني من العقاب الذى يرد للفلسطينى إنسانيته ، لأنه لن يكون فى وسع العدو أن تسجن كل الشعب الفلسطينى!