جلالة القائد وليس باسم عوض الله
أطل علينا معاليه قبل يوم تقريبا بتصريح ناري يتعلق بتدفق المليارات على المملكة من السعودية الشقيقة وهذه الاطلالة جعلت كل منا يطرح الاسئلة التي تتعلق بالمصلحة ولحساب من ومن المستفيد ومن الجهة التي تخسر من تلك التصريحات وهل معالي باسم عوض الله مخول بالادلاء بتلك التصريحات وهل افتقدنا أدوات توجيه التصريح وفلترة الحالة وبيان الغث من السمين .
اسئلة كثيرة تطرح أولها هل كل مواقف الاردن وصموده وما قدمه للأمة العربية موقوف حتى إشعار آخر لحين مجيء معالي باسم عوض الله وهل فرض وجوده مرتبط بمليارات ستتدفق على الاردن الذي قدم وعلى الاردن الذي صمد وعلى الاردن الدولة والاردن الانسان والاردن الحكمة والقيادة .
أمعقول أن تختصر وتختزل كافة مواقف الاردن وتحمله اللجوء السوري الشقيق ومن قبله اللجوء العربي من كل حدب وصوب ومعاناته من ارتفاع فاتورة الطاقة ومن المديونية التي بلغت حدا قياسيا شكلت قلقا لصانع القرار وللمواطن العادي وبدات تهدد مستقبل أجياله القادمة أمعقول أن يكون كل هذا لا يثير الاشقاء وبابتسامة من باسم عوض الله تتحرك المليارات .
باختصار كل مليارات الدنيا لن تجعلنا نبتسم لمجيء باسم عوض الله فلن ننسى الصناديق السيادية وتخصيص المؤسسات الرابحة وقصره الذي بيع ب 12 مليون تكفي لمسح الفقر عن 12 قرية أردنية وتكفي لمسح مديونية جامعة رسمية وتكفي لدعم قطاع المواشي في فصل خريف كامل .
وهل نحن بهذا القدر من السذاجة ؟ أمام ما يقدمه الإعلام فتوجه السعودية الشقيقة نحو مصر كان واضحا - ونحن مع دعم مصر لتبقى شامخة واقفة في الصف العربي - وبقدرة قادر يتحول الموقف السعودي الى الاردن .
كل وسائل الاعلام وجهت الناس نحو تصريح باسم عوض الله وتناسى هؤلاء زيارة جلالة الملك وما اثمرت عنه من موقف سعودي عربي شهم مع المملكة وما اظهرته الزيارة من تناغم وتنسيق أردني سعودي مشترك .
باختصار الإنجاز يسجل للقيادة الأردنية وللأخوة في المملكة العربية السعودية وليس لباسم عوض الله وما باسم عوض الله الا كغيره فالاردن مليء بالكفاءات .
شعبنا واع أمام دكاكاين الاعلام التي تنسب الفضل لغير اهله تلمع هذا وتلمع ذاك وتوجه البوصلة نحو شخوص طعمهم مر ولونهم قاتم ارتبط تاريخهم بمديونية وتخصيص واموال ضائعة حتى ولو أن التاريخ ظلمهم فلا داعي لاعادة تلميعهم فكم أردني قدَّم للاردن ما قدم ووصل لمواقع متقدمة في سلم الدولة الاردنية وغاب عن الساحة منذ عشرات السنين ولم يُحرك من أجله ساكنا , فما بال دموع التماسيح تتباكى على غياب باسم عوض الله .
تتحفنا بعض دكاكين الاعلام بشخصين لا ثالث لهما؛ باسم عوض الله او سمير الرفاعي وفي موقع الكتروني متلون أتابع تلونه منذ زمن مهتم بأمر واحد فقط " سافر سمير الرفاعي , عاد سمير الرافعي , القى محاضرة , صرح , نادى , استغاث , بكى من أجل الاردن " أمعقول هذا أن تدار دفة الاعلام نحو الاشخاص لتلميعهم ومعقول كل هذا التبجح والتزلف من اجل شخص .
دكاكين الاعلام بورصة حديثة تلقي الضوء على الاشخاص الذين لاقبول لهم وتبعد الاضواء عن شخصيات وطنية أردنية قدمت للاردن أضعاف ماقدم هؤلاء فشخصية كمعاذ الكساسبة مثلا شهيد الاردن الذي استطاع بناء لحمة وطنية عزَّ مثيلها حري بتوجيه الضوء نحو آثار استشهاده على الشارع الاردني الذي صهر الجميع في موقف وطني اشاد به العالم اجمع . وشخصية كوصفي التل استطاعت أن تتربع على قلوب كل أردني شريف معتز بالارض الاردنية حرية بأن تبني حالة وطنية لكل مسؤول يتولى الوظيفة العامة .
كان الاحرى بالاعلام ان يسلط الضوء على زيارة جلالة الملك وان يعطيها الزخم الذي تستحقه وليس اختزال تلك الزيارة بتصريح المدعو باسم عوض الله .
في بعض دكاكين الاعلام يغيب صوت الوطن ويغيب فعل القيادة وتظهر الولائم والاعطيات والتنفيعات والمصالح وهنا باختصار نشعر بالاشمئزاز ونصيح بصوت واحد احترموا عقولنا واحترموا تاريخ الوطن .