شر البلية ما يضحك
لا يترك باسم عوض الله مناسبة أو فرصة سانحة لتسويق نفسه وترويج إبداعاته التي عادت على الأردن بالخير الوفير والرخاء من توفير للمال العام والمحافظة عليه وزيادته ليساهم بسد العجز واستقطاب المستثمرين وإطلاق المشاريع التي بدورها خلقت فرص عمل للعاطلين المعطلين. ولا ننسى أنه قاتل بشراسة للإبقاء على الميناء والفوسفات والبوتاس وشركات الإتصالات. إذ يسجل له التاريخ الأردني دوره بالحفاظ على مقدرات وموارد الوطن فلم يخصخص ولم يبيع.
مشروع الرفاه الإقتصادي وسكن كريم كانا شاهدين على حسن أدائه وإبداعاته متسلحا بالثقة المطلقة، كيف لا وهو أحد اثنين كان من المفروض أن يرفعا النمو الإقتصادي من خلال ما لديهما من معجزات بها يتحقق الرفاه والرخاء؟؟
الخصخصة أمر محلل وسبقتنا دول كثيرة بهذا المجال لكن قام بها رجال أهل للثقة لا هم لهم إلا رفعة أوطانهم وخدمة مواطنيهم. أما نحن في هذا الوطن نفتقر لمثل هؤلاء والسبب أن الإختيار يقع على من تنقصهم الغيرة والوطنية والإخلاص والولاء والإنتماء. المعذرة، حتى لا نظلمهم فهم غيرتهم على أرصدتهم وولاؤهم لمن يفتح أمامهم سبل الإنتفاع وانتماؤهم لغير الأردن وتقربوا لأصحاب القرار بطرق هم يعلمونها وقد كانوا لا يعرفوا عن الأردن سوى اسمه واسم الملك.
وهذا الوضع يشير لخلل كبير لا تسمح حالنا بتقبله والتعايش معه. وهذا يدل على أن الإقصاء والتهميش هما المعيار الذي يبنى عليه القرار وتقوم عليه السياسات وتوضع بموجبه الخطط.
وقد كان هذا المبدع بالخراب الإقتصادي يتنقل من وزارة لأخرى وكأنه بلسما يداوي الجراح الإقتصادية والإجتماعية ويعمل على إخراج الأردن من الضائقة المالية المتمثلة بالديون المتصاعدة التي في الحقيقة هو عرابها ومفتيها ومنفذها.
وقد تم الإبقاء عليه يتنقل بين أخطر الوزارات التي من شأنها رعاية الناحية الإقتصادية للأردن. وهذا يجعلنا نخلص للإستنتاج التالي: إما أن يكون أداءه مرضٍ بسبب إنجازاته الخيرة فحاز على مكافأة التنقل والثبات لتحقيق المزيد من الإنجازات وإما أداءه الذي ثبت أنه لم يكن بالإتجاه الصحيح قد راق للمقررين وأصحاب المشورة في الدائرة الضيقة صاحبة الحسم. فلكم أن تقرروا أي السببين جعل منه عابرا للعديد من الوزارات. ولا ننسى في أوج الإنفجار العربي والشارع الأردني ملتهب والعيون على مصر وليبيا أقام صاحبنا عزاءً في عمان للمجرم المدعو أبو داوود رئيس ما سماها البعض "منظمة أيلول الأسود" قاتل المرحوم وصفي التل. وللأسف غضت الجهات المعنية الطرف عن جريمته تلك إذ هي جريمة بحق الشرفاء وإهانة واستخفاف بعقول الأردنيين وعدم مراعاة أبسط القيم العربية والوطنية والأردنية، إذ ما زال الأردنيون يعتبرون أن وصفي لن يتكرر والشواهد كثيرة حيث الشيء بضده يذكر وما دولة النسور إلا خير مثال.
والآن وبعد مشاركته بالوفد الرفيع مع جلالة الملك بزيارة السعودية وتدشين منصبه الجديد "المبعوث الخاص لجلالة الملك إلى السعودية" وبعد عودته الميمونة يزف بتبجح للأردنيين بشارة "اقتراب المليارات السعودية". وقد سُمح له ذلك للمساهمة بتلميع نفسه ليحاول إزالة السواد عن صورته القاتمة جدا لدى الشعب الواعي بينما كنا نتوقع وننتظر من الحكومة إعلان ذلك الخبر وهو من اختصاصها. لكنه وجد بها فرصة لا تعوض للتسويق والترويج ونفض غبار اللفظ الشعبي العارم له.
أخال لسان حاله يقول بالرغم مم قيل عني وبالرغم مم ارتكبته بحقكم وحق الوطن فها أنا عائد إليكم بقوة وبمباركة ملكية رغم أنوفكم. وبعزفه على وتر المليارات السعودية يحاول أن يظهر وكأنه السبب في ذلك متجاهلا جلالة الملك ورئيس الحكومة والوزراء المعنيين.
هل كل ذلك تمهيد لعودته؟؟ ربما حيث اعتدنا أن يتولى أمرنا من هم على هذه الشاكلة؟؟ لكن ألا يحق لنا طرح السؤال: ألسنا بشرا ذوي عقول ومشاعر؟؟ لقد بعت وبنيت قصورا بالملايين، فمن أين جئت بها؟؟ إذ لو جمعنا جميع رواتبك منذ كنت مستشارا اقتصاديا ورئيسا للديوان الملكي والوزارات المتعددة التي تربعت عليها فلن تبني لك بيتا عاديا بأرقى وأغلى المناطق في العاصمة.
أصدقك القول أيها المبدع بأنك فاقد للثقة كما الحكومة الحالية. ما تركته من مأسسة للفساد والإفقار ونشر لمحاسيبك لن يمسحه الزمن والترويج والتلميع ولا حتى بشارتك المليارية.
ورغم كل ذلك لا نستبعد عودتك التي ستكون الشرارة التي ستشعل نارا يصعب إطفاؤها حيث الوضع لا يحتمل المزيد من التلاعب بالمشاعر والعقول.
كان على الحكومة التي يفترض أنها تحترم نفسها على الأقل ولا أقول تحترم الشعب أن تنقل هي بشارتك إن صدقت. كما أصدقك القول بأن ظهورك في العلن يسيء للأردنيين الغيورين والوطنيين الذين همهم وطنهم ورفعته والحفاظ على مقدراته فحاول أن لا تذكرنا بماضيك الحافل بالخطايا.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com