مجرد كلام؟
"المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"، ولكنهم يا رسول الله يعتدون علينا بألسنتهم الحادة، وأياديهم الطويلة ويغتالون شخصيتنا من دون أن يقرأونا أو يفهمونا!
***
أدرك أن سبعة أو ثمانية من كل عشرة، يرفضون طروحاتي الدينية والسياسية على السمعة، مع أن هدفها لو يدركون، تقديم صورة للإسلام أفضل من الصورة التي يقدمون. لكن ما الفائدة إذا كان سلاح بعضهم فاسداً ومعطوباً ومنتهي الصلاحية؟! وهم لذلك مفلسون فكرياً ودينياً وأخلاقياً، فلا يستطيعون إجراء حوار أو جدال بالتي هي أحسن مع من يختلفون، أو نقد مقال أو دراسة بها لا يستريحون. لذلك قد يكتفون بالسباب والشتائم التي لا يملكون غيرها في إساءة بالغة للإسلام الذي يدعو للدفع أو للقول بالتي هي أحسن.
***
توماس هكسلي: "إذا كانت المعرفة القليلة خطرة فإن معظمنا في خطر". ويقول آخر: "يحذرنا التاريخ من عادة النظر إلى الأفكار كهرطقات لأنها تنتهي إلى أساطير".
***
"القلق نوعان: قلق سلبي يعطل العقل ويشّل التفكير ويمنع المرء من حسن التدبير، وقلق إيجابي يحررهما ويطلقهما بالتثوير والتنوير".
***
تجريد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية من صلاحية ملاحقة الناس وتوقيفهم، هو قرار تاريخي له ما قبله الكثير، وله ما بعده أكثر. ومن ذلك إلغاء هذا البوليس نهائياً والسماح للنساء بالسفر من دون محرم، وقيادة السيارة، والمشاركة في العمل والترويح والتعليم مع الرجال؛ فهذا عصر البوليس الإنساني وليس البوليس الديني، والالتزام من الداخل وليس الإلزام بالكرباج والعصا من الخارج.
***
يمكن تفسير الأمر بالمعروف اليوم بالأمر باحترام حقوق الإنسان؛ والنهي عن المنكر اليوم بالنهي عن انتهاكها، وهو ما أكثرت من الإشارة إليه في مقالات سابقة.
***
قديماً قالوا: من تمنطق (استخدم علم المنطق) فقد تزندق. ونقول اليوم: من تمنطق فقد تحقق.
***
عندما يتوقف المرء عن التعلم أو يكون تعلمه سطحياً، فإنه يجب أن لا يسمح له بالتجول أو التحرك بحرية، لأنه يصبح خطراً على المجتمع كما يقول بعض الناس.
***
وجدت في دراسة أجراها باحثون في جامعتي برنستون وكاليفورنيا الأميركيتين أن التلاميذ الذين يستخدمون الورق والقلم في التعلم أكثر تفوقاً على نظرائهم الذين يستخدمون الكمبيوتر فقط، لأن الكتابة بالقلم والورق تزيد من تركيز التلاميذ وتدعم التعلم بصورة لا يستطيع مستخدم الكمبيوتر تحقيقها.
لا يعني هذا الاكتشاف الإسراع إلى التخلص من هذه التكنولوجيا في التعليم، وإنما يعني العمل على تحقيق التكامل بينها وبين التعليم التقليدي كما بينا سابقاً في أحد المقالات.
***
تؤكد جملة الباحثين في الغرب والشرق اتسام العالم اليوم بما يلي:
حلول التكنولوجيا محل الأيديولوجيا؛ والتغير السريع أو المتسارع محل الثبات والجمود لدرجة جعلت المفكر المستقبلي ألفن توفلر يقول: "إن البقاء للأسرع" وآخر يقول: "إذا أردنا أن تبقى الأمور على حالها فإنها يجب أن تتغير"؛ واللايقين محل اليقين؛ واختلال التوازن الدولي محل التوازن الذي ساد العالم في حقبة الحرب الباردة؛ وتعدد الأقطاب أو اللاعبين الدوليين (الفوقيين كالدول والتحتيين كمنظمات الإرهاب) محل القطب الواحد (أميركا) أو الثنائية القطبية (أميركا والاتحاد السوفيتي) التي كانت سائدة إبان فترة الحرب الباردة؛ والتعولم (Globality) محل العزلة والتقوقع بعد أن لم يعد لأحد، فرداً كان أم جماعة أم حزباً أم شعباً أم دولة، القدرة عليهما.