قصة كفاح لستر سيتي
كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم والتي يعشقها عشرات الملايين من البشر في جميع أرجاء المعمورة، تستحق كلمة الساحرة المستديرة التي تثير الكثير من العجب أحيانا كثيرة أو في غالب الأحيان.
فريق لستر سيتي المرشح الأول لنيل لقب بطل الدوري الإنجليزي والذي تأهل لدوري أبطال أوروبا، أثار العديد من التساؤلات حول الوصفة التي جعلته يتأهل هذا الموسم لحصد هذا اللقب للمرة الأولى في تاريخه، وهو الفريق الذي كان همه الأول دائما أن يبقى ضمن فرق أندية الدرجة الممتازة، حيث لم يحلم في يوم من الأيام بأن يكون بطلاً للدوري الممتاز أو حتى الوصيف منتزعاً إياه من أعرق وأقوى أندية إنجلترا في كرة القدم ليفربول ومانشستر يونايتد ومانشسترسيتي وتوتنهام وتشلسي والارسنال وغيرها.
مدرب لستر سيتي الإيطالي كلاودويو رانييري وقع عقدا مع لستر في بداية الموسم، ينص أحد شروطه على أن يستمر في تدريبه للفريق في حالة نزوله إلى الدرجة الأولى، لكن لستر سيتي قلب كل التوقعات، حيث بدأ في تقديم عروض متميزة قوية مباراة بعد مباراة مطيحا بأقوى أندية الكرة الإنجليزية ومتقدما كل الصفوف.
لستر سيتي أعاد تشكيل خريطة الكرة الإنجليزية، مؤكدا أن الإمكانات خاصة المالية منها مهمة جدا لكنها ليست كل شيء فلو قارنا بين ميزانية هذا النادي وميزانيات الأندية الأخرى المذكورة لوجدنا الفرق شاسع جدا.
ما علمناه أن مدرب لستر الإيطالي يعطي للتدريب والتكوين الأهمية القصوى في إعداد الفريق، فهو يبحث عن اللاعبين الواعدين في كل مكان يصقل مواهبهم ويرتقي بإمكاناتهم الجسدية والفنية ويعطيهم الفرصة للعب في الفريق الأول.
لاعب واحد ومن حسن الحظ أنه عربي جزائري وهو رياض محرز "أحسن لاعب في إنجلترا"، كان أحد هؤلاء حيث باعه فريق مارسيليا لأنه في رأيهم لا يصلح للعب في مرسيليا، فإذا به يبدع مع لستر سيتي وتصل قيمته الشرائية الآن إلى أكثر من 50 مليون يورو.
نجوم لستر الحاليين وفي طليعتهم رياض محرز وفاردي هداف الفريق وغيرهما حيث سيكونون تحت مجهر الأندية الأوروبية وسيتسابق الرعاة للتعاقد معهم ومع ناديهم.
بقي أن نقول إنها قصة كفاح نادٍ صبر كثيرا وناضل من أجل الوصول للقمة معتمدا على جهوده وإمكاناته الذاتية، مقتنصا الفرصة التاريخية التي أتيحت له تاركا الحيرة لكل خبراء الكرة الإنجليزية وكذلك مقولة لكل مجتهد نصيب.