التاريخ ينحني للأبطال
هناك دروس وعبر من المهم أن يستفيد منها كل من يمارس الرياضة وفي مقدمتها لعبة كرة القدم، لما لها من تأثير على حياة الناس.
وهذه المرة يحمل فوز ليستر سيتي ببطولة دوري المحترفين في إنجلترا بعض العبر.
وسنركز على المدرب الإيطالي رانييري مدرب ليستر سيتي؛ حيث صرح هذا المدرب بعد فوز فريقه بالبطولة بأنه سوف يدرب الفريق البطل في الموسم المقبل، وأن طموحه المقبل أن ينافس على المراكز من الأول وحتى العاشر.
لم يقل إن فريقه سيفوز الموسم المقبل ببطولة الدوري؛ أي أن الغرور لم يصبه أبدا، وكان واقعيا يعرف تماما مجريات اللعبة وآداب التحدث عنها، وأن أي فريق لا يمكن أن يضمن الفوز دائما بالبطولة، ولم يفكر بتدريب فريق آخر أكثر شهرة أو إمكانات، فهو وفيّ لفريقه في كل الظروف.
الأمر الثاني عندما اعتذر عن عدم حضور حفل أقامه أحد لاعبي الفريق في منزله لزملائه لمتابعة مباراة توتنهام وتشيلسي ومن ثم الاحتفال بفوز فريقه، معتذرا للاعبين بأنه مرتبط مسبقا بحفل عيد ميلاد والدته البالغة من العمر 96 عاما، فقد وعد بحضوره ولذلك فإن الأولوية للاحتفال بهذا العيد، ما يدل على التزامه العائلي إلى جانب اهتمامه الكروي.
الأمر الثالث.. لقد صرح في نهاية مرحلة الذهاب وبداية مرحلة الإياب؛ حيث حقق فريقه نتائج فوز مبهرة، فقال إنه لا يستطيع أن يؤكد أن الفريق سيضمن المنافسة على القمة وأن لكل مباراة ظروفها ونتائجها.
كل ذلك حتى لا يصاب اللاعبون بالغرور، فيؤثر ذلك على عطائهم وحماسهم وعزيمتهم على تحقيق طموح الفوز.
الأمر الرابع أن المدرب رانييري كان مدربا لفريق تشيلسي العام 2004، وقد أقاله مالك النادي المليونير الروسي براموفيتش من منصبه قائلا إن هذا المدرب لن يستطيع أن يقود الفريق للبطولات.
تشاء الأقدار أن تكون آخر مباراة لليستر في الدوري أمام تشيلسي وفيها سيتوج ليستر باللقب وسيصطف لاعبو تشيلسي في الملعب لتحية فريق ليستر البطل ومدربه رانييري كتقليد متبع في هذا الدوري الإنجليزي، فسبحان مغير الأحوال.
كما تشاء الأقدار أن يعلن ليستر بطلا بفضل التعادل الذي حققه تشيلسي مع توتنهام يوم الاثنين الماضي.
هذه هي الكرة وهذه هي الرياضة وهذا هو التاريخ الذي ينحني احتراما للأبطال.