آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

الاحساس بآلام الآخرين

{title}
هوا الأردن - د . عودة ابو درويش

كان العرف السائد في كلّ قرانا ومدننا وبوادينا , أن يشعر الناس جميعهم بمصاب أي فرد من أهل البلدة , إن لا سمح الله فقد أحد سكّانها , قريبا عزيزا , أو أصيب بحادث سير , فلا يقيمون أفراح الزواج حتّى تنقضي المهلة التي يتطلّبها نسيان ذلك , ولو لم يكن الميّت أو المصاب قريبا بالدم , فكلّهم أقرباء في الحزن , ويشعرون بمصابهم ويتألّمون لألمهم , مع ايمانهم بالقضاء والقدر , حتّى أنّه يمتد تأجيل الأعراس أحيانا لشهور , الى أن ينقضي الألم وينسى الناس الحزن , والقصص عن ذلك كثيرة , وهي تعني احترام الناس لبعضهم , وشعورهم المتبادل في التخفيف من مصاب الآخرين , لأنّ في الحياة سرور وحزن , وابتسامة ودمعة , وهم جميعا يعلمون أن كلّ واحد منهم يحتاج الى من يواسيه ان أصابه مكروه , والى من يقف الى جانبه , يخفف من مصابه , ويمسح دمعته .


في هذه الأيام تجد العرس بجانب الميتم , والفرح مجاورا للحزن, ربّما لان الناس قد كثروا , فكثرت معهم أحزانهم وأفراحهم , أو أنّ أحزانهم أصبحت أكثر من أفراحهم , فان وجدوا فرصة للترفيه عن النفس أصابوها , وان هم لم يتمكّنوا من نسيان مآسيهم , تناسوها بقليل من الفرح وكثير من اصطناع الابتسام والضحك , فمشاغل الحياة الكثيرة , والأحداث الجسام التي تمر بنا جعلت احدنا لا ينفكّ يبحث عن سعادة مرجوّة , في أي مكان وبأيّ وسيلة , وأصبح لا يضيّع فرصة في اقتناص الفرح حتّى ولو كان يعلم أن ذلك يحزن الآخرين .


ولكن , إن كان ما يجري في كلّ الدول العربية المنكوبة والمبتلاة بالقتل اليومي وبالتشريد لأهلها وبالتصفية لعلمائها , والإبعاد ألقصري لكل الناس الرافضين للاقتتال بين الإخوة , إن كانت هذه المصائب لا تمنعنا من التقليل من المبالغة بالفرح , فهل لا يمنعنا حادث اليم يقع مع شبّان في مقتبل العمر فيودي بحياتهم , من أن نخفف قليلا من مبالغتنا بالفرح , بالسهرات الليلية وإطلاق العيارات النارية المؤذية للجميع , فلا أحد , مثلا , يطلب تأجيل العرس , ولكن لنشعر مع بعضنا كما كان يشعر آباءنا وأجدادنا مع بعضهم , ونقيم أعراسنا ولكن من دون مبالغة نجرح فيها الفاقدين لأحبابهم , فنعلّمهم أن الإحساس بآلام الآخرين قد قتله فينا حبّنا لإيهام أنفسنا بالفرح الزائف , فلا يشعرون معنا بمصائبنا إن هي أصابتنا .


انّ الشعور بألم من فقد عزيزا من الامور العظيمة , وهومن التراحم بين المؤمنين , ومما يؤلم نفس المفجوعين , أن لا يشعر الآخرين بآلامهم , ويتجاهلونها بإقامة حفلات كان من الممكن أن لا يقيموها , اكراما لفاقدي أحبابهم , واحساسا معهم بآلامهم . لكي تبقى المشاعر الانسانيّة بينهم , يفرحون لفرح الآخرين مثلما يتألمون لحزنهم .

تابعوا هوا الأردن على