رمضان شهر الخيرات
بسم الله والصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
ما نعيشه في أيامنا هذه من انتشار للفقر والغلاء والتعب والعناء في جلب لقمة العيش وطلب الزرق وهذا عمل فضيل جليل. بيننا أناس ليس لهم من يعيلهم أو يكادون لا يجدون ما يسد رمقهم لا يعلم حالهم إلا الله جل في علاه.
في رمضان شهر الخيرات تجلت مظاهر التعاون والتكافل بين المجتمع , ووجه أهل الخير صدقاتهم, وتبرعاتهم إلي المؤسسات الخيرية ومستشفيات والفقراء والمحتاجين . أؤمن إيماناً راسخاً بأن رب الناس لا ينسي الناس، وأؤمن أيضاً أن صفاء النفس نعمة، وخشوع القلب رحمة، وأن الستر غاية وفضل كبير، وأعلم أن من يفعل الخير يرتد له أضعافاً مضاعفة، وأعرف أن أروع ما في الوجود أن تناجي رب الوجود، وأن تشكو لله ما بك، وأن تخلع رداء الدنيا وترتدي لباس التقوي والقرب من الله، لن تجد أقرب من الله لك، ولن تجد أحن منه عليك فلا مفر من الله إلا لله. وها نحن أمام شهر كله خير وبركة، شهر لا يجوع فيه أحد لأن رب الصائم كفيل أن يطعمه، شهر رمضان شهر الخير والتقرب والمناجاة والرحمة والمغفرة والخشوع والتضرع إلي الله، كل شئ حولنا يتغير في هذا الشهر الكريم، تتحول الشوارع والطرقات والحواري والأزقة إلي أيقونات للبهجة والفرح، ونسير جميعاً علي خطي واحدة، وتنتظم الحياة فينا في أسلوب واحد ممتثلين له جميعاً دون ضغوط القانون أو تحت وطأة الخوف من الغرامات. الجميع يمتثل لأسلوب حياة واحد لأن الذي فرض ذلك هو الله، فتستقيم الحياة ونتنعم بروحانيات شهر طيب نحن في أشد الحاجة إليه، لصفاء النفس والروح والعقل بعيداً عن ضغوط الدنيا.
رمضان المبارك شهر الخير والبركة ففي الوقت الذي توالي به الاسر استعداداتها لاستقباله ، فان هناك اسرا كثيرة ؛قد لا تجد ما تستعد به ، سوى ايمانها ودعائها للخالق بان يكون هذا الشهر مناسبة لكثيرين من ميسوري الحال بالشعور مع الفقراء وغير القادرين على تامين متطلبات واحتياجات افراد اسرهم فلا يجدون ما يفطرون عليه سوى الماء . ارتبط شهر رمضان المبارك، عند جموع المسلمين بابعد من معاني الصوم والامتناع عن الطعام والشراب ، فهو يعني لهم ، مساعدة الاخرين من الفقراء والمحتاجين الذين تزداد معاناتهم النفسية والاجتماعية في هذا الشهر كونهم يشعرون بالعجز والفقر لعدم قدرتهم على تامين احتياجات افراد اسرهم ،في الوقت الذي ينعم به كثيرون بالرخاء المادي الذي يساعدهم على سد رمق جوعهم وعطشهم في ايام رمضانية طويلة . ..
وبسبب من عفة النفس واليد ، لا يحتاج الفقير لان يطلق صرخته في شهر رمضان فحسب، بل ان الفقر موجع فان يشعر اب بانه عاجز عن ان يطعم اطفاله بعد صومهم وان لا يكون بمقدرته ان يوفر لهم اقل القليل ،على طعام الافطار يشعره بالعجز والالم النفسي . وان لا تجد اما في بيتها سوى الخبز والشاي لتطعم اطفالها ،ولا يمكنها ان توفر لهم ما يتمنونه شيء يوجع القلب . لكن ،ابواب الخير كثيرة والقلوب التي لا تتعامل مع الصوم كعبادة تحول بيينا وبين تناول الطعام والشراب فقط بل تؤمن ان الشعور مع الاخرين ومد يد العون لهم هي ايضا قلوب لا تزال تنبض بالخير والعطاء وتسعى له في بيوت فقيرة لكنها تخجل من طلب العون والمساعدة بالرغم من حقها بذلك .
لا ننسى هناك أسر فقيرة ومحتاجة تتألم بصمت .