فراس .. أيها الحر الأبي كل حزيران وأنت بطل
هوا الأردن - صالح العجلوني
إن كانت البطولة تقتضي أن تأتي بالمختلف فقد أتيت بالمختلف ...وإن كانت البطولة تقتضي أن الواحد بألف فقد كنت بألف ...تسعة وأربعون عاماً و ما زال العطر فواحاً ...تسعةٌ وأربعون عاماً وما زال الدحنون أحمر ..إنه عطرُ الشهادةِ و مدادها لا تطويه الايام و لا الامطار و لا الغبار ولا يطويه من ينكر الجميل و يحاول طمس معالم الأحرار .
وبين حزيران ورمضان لازال الثأر ضمأناً ينتظر حكايةَ نصر كحكايات بدرٍ أو حطين او عين جالوت تلك المواقع التي امتزج بها مسك الشهادة مع خلوف الصيام فكان النصر مع الصبر و كان الخير للأنام .
في كل حزيران تخذلني الابجدية وتشدني الذكرى للحديث عنها لاني أجد ان تخليد البطولة من خلال ابطالها و سيرهم ضرورةً للحياة وضرورة للعيش الكريم للشعوب ، ان الابطال وان قلوا فهم كالعطر يخبر قليله عن كثيره ...وهم كالجمر يشعل قليله الكثير الكثير ..ان الوردة في وسط الصحراء أجمل ألف مرة من الورود الموجودة في الحدائق الغناء وذلك ان الشيء بضده أشد انجلاءً ووضوحاً ...وان للبطولة وقت الهزيمة طعم أخر. هكذا انت وهكذا كنت وتجلى بك قول الشاعر حين قال :
عَبَسَ الخَطبُ فابتَسَم - و طَغى الهَولُ فاقتَحَم
رابِطُ الجأشِ و النُهى - ثابِتُ القَلبِ و القَدَم
لَم يُبالي الأذى و لَم - يُثنِهِ طارِئُ الألم
نَفسُهُ طَوعُ هِمَّةٍ - وجَمَت دُونَها الهِمَم
نذكرك كل عام لتذكرنا بالبطولة و الاقدام و لتذكرنا بان لا يسكن الا في أحلام العاجزين ونذكرك لنترحم على من سبقوك من الشهداء والابطال رفاق الدرب والهم و الألم والسلاح فقد سبقك موفق السلطي و ثأرت له و لحق بكم معاذ الكساسبة فاكتمل بذلك سرب الشهداء ومثلث العزة المكون من الشهادة و الكرامة والاباء ...وفي الختام دعونا نرتل في محراب طهركم آيات عطرة من ذكر الرحمن حيث يقول : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين)َ(171) (آل عمران).
رحم الله الشهداء رواد التضحية والفداء و حمى الله البلاد والعباد و نسأل الله ان يهل علينا رمضان باليمن والبركة والغفران ...وكل عام وانتم بالف خير .