الدولة تحت الاختبار ..!!
هوا الأردن - كتب سميح المعايطة
لأن الأردن والأردنيين عبروا مراحل ومحطات صعبة خلال السنوات الأخيرة فان كل الجهات التي لا تحب هذا البلد ولا تحب الأردنيين وتحسدهم وتغار من نعم الله عليهم ومن تماسكهم, هذه الجهات ستبقى تعمل على صناعة حالة من الألم والفشل وعدم الاستقرار في داخلنا, فليس مطلوبا ان يغرق البعض في الدم والفوضى لغياب الحكمة لديهم، او لضعف في بنيتهم، ويبقى الأردن والأردنيون يعيشون الحياة الطبيعية.
نحن تحت الاختبار، وكل الدولة ومؤسساتها تحت اختبار استمرار الحياة الآمنة، ومن كان يعمل ضد هذا البلد مازال يعمل، ولديهم ادوات من اصحاب الفكر المشوه او عملاء لدول تسللوا تحت عباءة الوضع الانساني، ولهذا لايجوز ان ننتقل الى التعامل مع المرحلة باعتبارنا قد تجاوزنا كل المخاطر والتحديات، وعلينا ان نتذكر ان الاستهداف ليس غايته قتل افراد مدنيين او رجال كرام من المؤسسة العسكرية والأمنية فحسب بل الغاية تصنيف الأردن ضمن الدول القلقة وغير الآمنة التي يخشى اي فرد دخولها.
علينا ان نتذكر ان الأردن مقبل على انتخابات نيابية، ومقبل على استضافة بطولة كأس العالم للسيدات في ايلول القادم، واننا نضع آمالاً كبيرة على جذب مزيد من الاستثمارات سواء من اخواننا العرب وعلى رأسهم السعودية الشقيقة واننا دولة لايمر شهر الا وعلى ارضه لقاءات ومؤتمرات دولية وعربية، ومن يعملون ضد الاردن واهله حريصون على ان يفقد الأردن ميزة البلد الآمن، والانتقام من اجهزته الأمنية صاحبة الأداء الاحترافي والمهني في محاربة الارهاب واثبات انها اجهزة يمكن الحاق الأذى بها من خلال الحاق الأذى بأمن الناس والدولة.
في موقف مثل الذي عشناه اليوم وفقدنا فيه خمسة اردنيين من الشهداء لايجوز الا ان نتحدث بلغة واحدة مع الدولة ومؤسساتها وضد اعدائها ايا كانت هوياتهم التنظيمية او الجغرافية، لكن المهم ايضا بعد ان تهدأ النفوس، وبعد ان وقع الفاعل في ايدي رجال الأمن، من المهم ان نتوقف كلنا مؤسسات وافراداَ وبنى سياسية وامنية واجتماعية لنخرج من اي استرخاء ولنتذكر ان اعداءنا لم يخرجوا من الأرض، وان الذين يتمنون ان يدخل الأردن في دائرة الفوضى مازالوا يعملون، وان الاستقرار الذي نعيشه نعمة يجب المحافظة عليها بالحذر واليقظة، فالدولة تحت الاختبار، والأشرار مازالوا يبحثون عن ثغرة في جسد هذه الدولة وشعبها لينفذوا منها الى غاياتهم الشريرة.