بأمان الله يا وليدي
يُما بدك اشي قبل ما امشي.. وين يا عين أمك استنى خذ زوادتك معك قربت اخلِص.. لا يُما هسى بتأخر على الواجب ما ظل وقت ودي أصل أستلم الوظيفة من زميلي إله يومين مداوم ما أشترى أغراض رمضان لعيلته..
بأمان الله يا وليدي قلبي وربي راضيين عليك يُما .. ما ودك تفطر معانا اليوم بنيتي أعملك أكله تحبها منسف وانت تدري أول يوم برمضان أحب أطبخ شي إبيض عسى أيامنا بعون الله تكون صافيه ونقيه بلونه ..لا يما ما أقدر بالله عليك تخليه لبكره ونعزم الحبايب والقرايب .. من زمان ما أنلمينا سوى أشتقتلهم ودي أكحل عيني بشوفهم.. تكرم يُما لبكرا زي ما تحب .. ربي ما يحرمني منك يا يُما هات أبوس رأسك وأشم ريحتِك قبل ما أروح..
طبع قُبله على جبينها وعانقها واشتَم رأئحتها ووضع البُوريه على رأسه واتجه صوب ألباب ثم أستدار برأسه ونظر إليها من جديد وأبتسم.. خرج واغلق الباب خلفه.. ألقى السلام لكل من صادفه في طريقه قاطعآ الوعدَ على نفسه وأمام الله وأمامهم إن تبقى البسمة على شفاههم وأن يحميهم ويحمي مستقبل أطفالهم، فهو من عاهد الله أن يبقى مخلصآ لتراب الاْردن الطهور ويذود عنه بالروح وهو يقسم شرف الجندية عندما التحق في صفوفها، لم يكن يدري وهو يسير ورفاقهُ الأربعة من جنبات الأردن مقبلين على الحياة حالمين بالمستقبل والزوجة والأبناء والترقية، والعودة إلى حضن أمهاتهم أن يد الغدر والغيلة والخِسة من خفافيش الظلام الحاقدين ستنالَ برصاصاتها الجبانة من صدورهم في غرُة الشهر الفضيل الذي حُرِّمَت فيه دماء المسلمين، فسالت دماؤهم الزكية كرائحة المسك، وعيونهم شاخصة نحوَ السماء تدعو للعلي القدير أن يحفظ عائلاتهم ويُصبر امهاتهم وزوجاتهم وابناءهم ألم الفراق، وقلوبهم تنبضُ آخرَ نبضاتها الضعيفة بحب الوطن، وعلى شفاههِم ترتسمُ بسمة سعادة بملاقاة زملائهم الذين سبقوهم ألى درب الشهادةِ والوفاء، ويدهُم رُفع شاهِدُها لنُطق الشهادتين، وأسلمو الروحَ لبارئها فرحين بما أتاهم اللهُ من فضله فهم يعشقون الموت إذا كان طريقآ للحياه بالعليين في جناتٍ عرضُها ألسموات والأرض، وهم على أيمانٍ راسخ إن ألجباه ألسمُر وزنود ألأحرار ستثأر لهم من يد الغدر الجبانة من خوارج العصر وربيعهُم ألدموي مدفوع الأجر، فالأردن كان وسيبقى وسيظل وردةً زكيةٌ تفوح رائحتهُا لكل إنسانٍ حرٍ شريف وشوكة مدميه في وجهِ كل حاقدٍ ومارق ،ليبقى شامخآ حرآ برجالهِ وحرائرهِ ألاردنيات إمهات الرجال الرجال، أمهات الشهداء..
فماذا إقولُ لكُنّ في هذا أليوم وأنتُنّ تستذكرنّ كل حركةٍ لهم في احشائكنّ، وكل قبلةٍ طبعتموهن على أجسادهم وهم أطفال، وربيتموهم برموشِ العين واهدابها، ليكبروا أمام أعينكم... ونذرتموهم لتراب الاْردن وأهله حين التحقوا مع زملاًئهم بصفوف الشرف والفِداء.. وأعلم أن قلوبِكم تنزف دماً ألم الفراق.....
ننحني أمام دموعِكن الغالية ونقبل هاماتكن المرفوعة ونقسمُ أمامكنَّ رِجالاً وحرائر وَنَحْنُ أولادكنً وأنتن أمهاتٌ لنا كما زوجات الشهداء أخواتِنا وأطفال الشهداء أبناءٌ لنا...
أن لا ندعَ عيون ألجبناء تهدءا أو تنام حتى ننالَ منهم أينما كانو...
سنزُف معكم شهداءنا أليوم الى جنات الخلد وما عليكنّ إلا أن تزغردنَ لهم وتدعونَ :
بأمان الله يا وليدي