ملعون من يعرقل مساعي اعادة اللحمة الفلسطينية
كلما ابدأ في كتابة موضوع اي موضوع عن فلسطين اجد نفسي وكانني لم اكتب شيئا عنها مع انني اكتبها في معظم مواضيعي المكتوبة وغير المكتوبة !فلسطين تعيش معنا في الاشعور فكيف الامر اذا كانت هي محور شعور لكل التداعيات الجارية في المنطقة كلها ؟
اذ صارت كتاباتنا تجاري وتلاحق شظايا انفجارات القضية وليست القضية ذاتها ، خاصة بعد ان حجم الدور القومي لمصلحة الدور القطري الضيق وبعد ان استدرجت الثورة لكمين الدولة المجرورة بكل ادوات الجر التي تحركها قاطرة المشروع الصهيوني والامبريالي المعولم .
الان هل شاخ الحق وفرض الباطل نفسه كامر واقع ، وعلينا التعامل معه لاننا لا نملك بدائل لتغييره ؟ ام اننا نبيع حق الملكية التاريخية لنشتري بثمنها ملكية فعلية مرهونة لكنها مضمونة للجزء المسلوخ من كليته الفلسطينية بمفرداتها المقسمة الى الشتات وارض 1948 وماتبقى من الضفة الغربية وقطاع غزة ؟
الان قبل من قبل بمنطق الامر الواقع الذي فرضته التوازنات المنحازة للمشروع الصهيوني وفرضته حالة تدهور محركات الفعل التحرري العربي ، وصار القبول يجر قبولا بآليات السبب والنتيجة ، حتى وصل الامر الى الثوابت التي تسكن الضمائر قبل العقول ، وبدأ الامتحان وبكل معمعاناته يدور حولها بالاسئلة التي لا فراغ فيها ولا مناص من الاجابة عليها من مقرر مناهج التسويات!
الان الذين يريدون فرض الامر الواقع وجدوا انفسهم محرجين فكسب الوقت لم يعد ممكنا دون تفريغ الداخل الفلسطيني من شحناته الفاعلة والتي بفعاليتها تتم عرقلة الهدف الصهيوني ، والصهيونية تريدها حربا بالوكالة لذلك جرى شحذ السكين الصهيوني ووضعها على طاولة الحوار الفلسطيني الفلسطيني ورفعت درجة المؤثرات المجسمة بالترغيب والترهيب وصار الحوار حوار طرشان ، صار الفخ والكمين والسلطة والدولة والمقاومة والثورة كلها مشاهد متداخلة ، خلط اوراقها لا يخدم الا المحتلين ومن يسير بركابهم ، وكان ولا يزال المتضرر الوحيد من هذا كله هو الشعب الفلسطيني الصابر المرابط الذي تحمل ما لايطاق من كوارث متلاحقة وعلى مدى اكثر من نصف قرن وبتضحيات قل نظيرها !
ملعون من لا يضع مصلحة الشعب الفلسطيني كله فوق اي اعتبار حزبي او ايديولوجي ! ملعون الى يوم الدين من يحلل دم الفلسطيني بيد اخيه الفلسطيني ! ملعون من لا ينصاع الى لغة العقل ويرتب شؤون البيت الفلسطيني بالحوار ولا شيء سوى الحوار ! ملعون من يعرقل مساعي اعادة اللحمة الفلسطينية بين فتح وحماس ! ملعون من يستعين بالعدو لحسم خلافاته الداخلية .
ملعون من لا يستنهض همم كل الفصائل الفلسطينية لصياغة جديدة وفاعلة لمنظمة التحرير الفلسطينية.ملعون من يستبد برأيه وينصب نفسه وصيا على الشعب الفلسطيني .ملعون من لا يحتكم لصناديق الاقتراع ويحترم نتائجها قولا وفعلا .اخيرا اقول .
فلسطين تجمعنا وتفرقنا فلسطين هي البوصلة والفنار كلما غبنا عنها صرنا لعبة للأقدار !