لمين بدك تصوت
يسوقنا الحديث ويسرقنا الكلام للتحدث عن الانتخابات النيابية عنوةً ورغماً عنا، كونها أصبحت حديث الناس والشارع، فلم يعد يخلو مجلس نساء أو قعدة ختيارية ( تالي النهار) أو سهرة شباب (ذكور وإناث) إلا ويتطرقوا للحديث عن آخر أخبار الانتخابات النيابية والتصويت والترشح...حتى بيوت الله والمساجد لم تعد تخلو من النقاش والحديث عن الانتخابات ...وإذا ما أراد الرجل أن يهرب من طلبات زوجته (ونقها) بفتح معها موضوع الانتخابات والمرشحين والقوائم والكوتا مشان يخربط عليها يومها ، وحتى الولد إذا كان مذنب وعامل مشكلة بالدار ومشان يهرب من البهدلة والتوبيخ من أبوه ، فأول ما بدخل على أبوه بالدار يقول له: بسلم عليك المرشح الفلاني، أسع لقاني وقال : سلم على أبوك( فيسرق رِد أبوه وينسّيه ذنبه ومشاكله) ...والمصيبة أن هناك أناس ينتظرون هذه الأيام على أحَر من الجمر ( فهي مواسمهم) ، فتلقاه يحلّل ويفنّد ويحسب الأصوات ويعطي النتائج النهائية من الآن ، وما بعرف يسكت.. وعلى قيل وقال وكثرة السؤال ( مع مين بدك تصوت؟ وأبو فلان مع مين؟ وبدكوا تطلعوا النسوان يصوتن؟) وكأنه جوعان حكي وسوالف عن الانتخابات والترشيح، حتى أن الناس أصبحت تبتعد عن هذا الشخص و تتهرب من القعدة معه بسبب خلق الفتن والتحريض والتقويل على لسان الآخرين .
فالحذر من هؤلاء الذين يتسلقون ويقفزون هنا وهناك ويكثرون الكلام وينفثون سمومهم وينشرون الدعايات الكاذبة ( المرشح الفلاني انسحب ، وجماعة فلان تركوا المقر الانتخابي وطلعوا زعلانين، وجماعة فلان مش معاك ، وفلان بقعد بالمقر عندك وما بده يعطيك صوته، وجماعة فلان قلبوا النية وحوّلوا أصواتهم ...) يعني برشوا على الموت سكر وهم يضحكوا ويلعبوا...
فنقول بأن الله عزوجل ذكر الظلمات والنور بالقران الكريم..، فذكرت الظلمات بصيغة الجمع أما النور بصيغة المفرد ، ليعرف الناس ويفهموا أن طريق الحق والصواب واحدة وواضحة ،لكن قليل من يقصد و يمشي بهذا الطريق ويعمل بوضوح وتحت ضوء الشمس (وبعز النهار) ولا يهمه أحد.. أما الباطل فله طرق كثيرة ومتنوعة ، والكثير الكثير من يحب هذه الطرق الملتوية ويحبون العمل بالظلمة و الظلام ومن وراء الناس..ويكرهون الوضوح ، ويحبون الكذب و النفاق ونفث السموم ويفرحوا بالخلاف والتفريق بين الناس ...فالحذر كل الحذر من هؤلاء المنافقين الذين يلعبون بالظلمة والظلام ويكرهون ضوء النهار.