عمرو: لن انتخب ابني
كم كنت سعيدا عند تأسيس حزب الحياة الأردني قبل ثماني سنوات، وكنت أكثر سعادة عندما سلمت قيادة الحزب راغبا مطمئنا لمن شاركوني العمل الحزبي منذ البداية يتقدمهم السياسي والنقابي البارز د. عبدالفتاح الكيلاني، الذي تسنم منصب الأمين العام لحزب الحياة الأردني، وهو كفؤ لذلك وأمين على اداء الرسالة، وثقتي عالية جدا في قدرته ونزاهته وإخلاصه، إذ مارس العمل العام لأكثر من أربعين عاماً خلت، ولم يعرف عنه أنه تصرف مرة واحدة خارج القانون رغم إتاحة الفرصة تلو الأخرى له ليكون غنيا من خلال المواقع التي تسنم فيها منصب نقيب الأطباء البيطريين لعدة دورات، ورئيسا لاتحاد البيطريين العرب وكان الرجل الثاني في جمعية حماية المستهلك ولكنه لايزال يسكن في شقة.
وفي المؤتمر العام الخامس للحزب وقع الاختيار عليه كأمين عام للحزب، وعلى حبيبنا الفارس العربي الأستاذ أديب العكروش كرئيس للمجلس المركزي للحزب، وعلى صاحب الإرادة الفولاذية د. محمد سامي حرز الله لخوض الانتخابات البرلمانية للمجلس الثامن عشر المقبل ممثلين عن حزب الحياة الأردني.
فوجئت بعد انتهاء المؤتمر العام للحزب بحضور كل القوى السياسية من كافة الفروع وموافقتهم الصريحة والعلنية على المرشحين.. فوجئت باتصال هاتفي وردني من حزب جبهة العمل الإسلامي بإبداء رغبتهم وموافقتهم على ضم ابني الإعلامي الشاب أحمد ظاهر عمرو لقائمتهم في الدائرة الخامسة والتي ترشح فيها أمين عام حزبنا د. عبد الفتاح الكيلاني ضمن قائمة التجديد .
أعلم مسبقا أن ابني أحمد كان له طموح كبير في خوض الانتخابات ، ويمتلك - رغم أنه شاب في مقتبل العمر - برنامجا متقدما، لكن القرار لم يكن واضحا، فكان ردي أنني لن أدعم ابني أحمد ماديا أوانتخابيا رغم أنه فلذة كبدي لأنني ملتزم تماما مع أمين حزبي الذي هو أهم عندي من عاطفتي مع ابني، وكذلك لا أستطيع أن أقف أمام ابني وهو حر وصاحب القرار ويتحمل مسؤوليته لأنني عودت أبنائي على حرية الرأي.
هذه التجربة جعلتني أقف بكامل قواي وإمكانياتي مع د. عبد الفتاح احتراما للعمل الحزبي المتجذر في جيناتي وخاصة حزب الحياة الأردني. كل ذلك ليس لأنني لا أحب الوقوف بجانب ابني، ولكن لأننا تعودنا على الحرية والديمقراطية والالتزام بالمباديء ، فالحرية والديمقراطية لإبني و الالتزام بالمباديء للدكتور عبد الفتاح الكيلاني أمين عام حزبي، حزب الحياة الأردني.