انجاز حقيقي
هوا الأردن - رائد علي العمايرة
لست مهتما بالرياضة وإنجازاتها في العادة،وكذلك لا أفقه في تفاصيلها كثيرا،ولكن لفت انتباهي فوز الأردني أحمد ابوغوش في بطولة التايكواندو في الألعاب الأولومبية.
توقفت قليلا فأنا لم أسمع باسم هذا الشاب إلا بعد هذا الفوز الكبير، ورأيت في منشورات الأصدقاء فرحة عفوية حقيقية، واجماعا من الجميع على قبول هذا البطل والاعتزاز بإنجازه.
وشممت رائحة إنجاز حقيقي، ينسب الى بلدي، لم يسبقه تزويق وتلفيق، ولم يسبقه تكرارٌ مملٌ لهوسٍ إعلامي روتيني فارغ، يستنهض الهمم الخائرة، ويحفزها بالشعارات التافهة والتغويش على غير المكترث بأنه فاقد للانتماء وعدو للوطن.
نصرٌ حقيقيٌ رأيته، فعلمت عندئذ أن صاحبه هو من صنعه، وليس نصرا لقيطاً، حتى يكثر آباؤه ،هو نصر سبقه إعداد من صاحبه، وإصرار وتمرين متواصل، وتركيز، فلا يمكن أن يتحقق إنجاز حقيقي إلا بهذا.
سيكثر الذين يلهثون دوما وراء الظهور حول (أحمد أبي غوش)وكلهم سيحاول احتكار هذا النصر لنفسه، ولو بادعاء كاذب مفضوح، وبعضهم سَيُظْهِرُ الندم على مافات من تقصيره مع احمد، ويَعِـُد بتعويضه عمَّا فات من الحرمان.
وربما كثر المترشحون للانتخابات بما أن الموسم موسمهم، حول أحمد وتصوروا معه، ودعوه الى ولائمهم، وأقاموا الاحتفالات لفوزه، وربما لَوَّن بعضهم قوائمهم بلون قميص احمد البرتقالي، وربما سمى بعضهم قائمته باسم قائمة(ابوغوش)
اقول لأحمد البطل: نصرك ليس لقيطاً وأنت أبوه، ويَحْرُمُ أن يَنْسِبَ الرجل ابنه إلى غيره، فاطرد آباء السوء عنك حتى لا تفقد إبنك.