الوردة الحمراء
هوا الأردن - ابراهيم محمود ابو عجمية
ترددت كثيرا قبل أن أتناول هذا الموضوع لأنه حسّاس بعض الشيء ، هذا أولا وثانيا خشية أن يقول قائل : أنت تبالغ كثيرا ولكني ويعلم الله سأنقل إليكم ما أحسست به وما أحسّه الآن حيال هذا الموضوع وبصدق وشفافية .. لقد قدّر لي أن أعشق الورد حتى الولًه ..
ولذا قمت بزراعته في جميع أرجاء الحديقة الصغيرة التي أملك وأوليته جلّ اهتمامي لإيماني العميق بأن للأشجار روحا كيف لا وهي تسبّح لخالقها ؟ وتعطي من عبقها الناس أجمعين .
حين كنت أطلّ عليها كان يخيّل إ لي أنها تبتهج لرؤيتي وحين كنت أودّعها كانت تميل للحزن والذبول .
في بعض الأمسيات كان يخيل إ لي أن براعمها تتهامس بحميمية كما لو أنها تتواعد للقاء وفي امسيات أخرى كان يخيل إ لي بأنها تنفر من بعضها البعض كما لو أنها مزاجية لا تثبت على حال وربما يكون هذا هوسبب تعاستها حين تنكس رؤوسها وتنكفىء على نفسها وكنت أقول في نفسي بأنها والحالة هذه لن تعرف الإستقرارالذي تنشده كل وردة خلقت لتبهج وتبتهج لتفرح وتفرح وبرغم ذلك تظل الوردة وردة خلقت لتتفتح وتنثر عطرها وتسعد الطيور التي أدمنت الغناء في ظلها ولن تكون ذات بال حين تخالف سنة الحياة وتعكر مزاج من يهواها ويقدرها .
الخوف كل الخوف من الذين لم يعتادوا الصبر على مثل هذه المزاجية فلا يعودون يهتمون صحيح أنهم سيخسرون ولكن ليس مثل خسارتها ففي المحصلة لن تعودالوردة وردة ولن يعود عشاقها عشاقا كما كانوا في سالف الأيام .
ألم أقل لكم بأن للورد روحا ؟ وأن بعض الورود تتقمص روح الإنسانية فهي والإنسان صنوان ؟ فلتتواضع الورود ولتتعلم الصبر ولا تشمخ بعطرها فكل الورود سواء .
سأعود لحديقتي وأصافح شجيرات الورد شجرة شجرة فأنا لا أستطيع أن اعيش بغير الورد .ولعل ورودي تعي ذلك .