آخر الأخبار
ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن ticker تخصيص 350 ألف دينار لتنفيذ مشروع النُّزُل البيئي في محمية اليرموك ticker الموافقة على اتفاقية مشروع تعزيز النظام البيئي في حسينية معان ticker بالصور .. المحكمة الدستورية تضيء مبناها بيوم العلم ticker توقيف لبنان لأعضاء في حماس .. هل له ارتباط بملف الأردن ؟

شعب لن يُهزم

{title}
هوا الأردن - حمادة فراعنة

في محاولة لتسويق نفسه أمام المجتمع الإسرائيلي الاكثر يمينية وتطرفاً من بين صفوفه ، مستغلاً موقعه كوزير للحرب ، في حكومة تل أبيب العنصرية التوسعية الاحتلالية ، يتطلع ليبرمان كي يكون مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة بعد رحيل نتنياهو بديلاً عنه ، ولذلك يسعى عبر مقايضة دماء وتضحيات الشعب الفلسطيني ومعاناته على أرض وطنه ، المعذب بفعل الاحتلال وبسببه ومن قبل أدواته العسكرية والامنية ، يسعى ليبرمان لتوفير الامن والتوسع ورفاهية المستوطنين ومشروعهم الاستعماري التوسعي على حساب الفلسطينيين وزيادة الضغط عليهم وفقدان فرص الحياة والتقليل منها وجعل أرضهم طاردة لهم .

برنامج ليبرمان المستجد ولا جديد في مضمونه يقوم على عاملين : أولهما زيادة وسائل القهر والتعذيب والطرد وهدم البيوت والعقوبات الجماعية ، للشعب الفلسطيني وجعل حياتهم اليومية قاسية لا تطاق لأبعد مدى ، وثانيهما دفع الفلسطينيين للإنحناء والتذيل وقبول الواقع والتكيف معه وفق سياسات الاحتلال وبرامجه ومشاريعه ، والدفع بإتجاه إيجاد قيادة بديلة عن منظمة التحرير وتحالفها الجبهوي العريض الذي يضم مختلف الفصائل والشخصيات والمكونات والجاليات الفلسطينية .

إقدام ليبرمان على هذا البرنامج تم على خلفية إخفاق إنتفاضة القدس والاقصى التي إنفجرت مع بداية شهر تشرين أول اكتوبر 2015 ، ولم تحقق أي من أهدافها بإستثناء تضحيات كبيرة تم تقديمها من الشباب والشابات الذين قادوا عمليات فردية بإستعمال أدوات بدائية من السكاكين وغيرها ، وأثبتوا بسالة قل نظيرها ، ولكنها فاقدة للحاضنة السياسية والحزبية والجماهيرية التي تملك مفتاح وقدرة مواصلتها ، مما جعلها معزولة عن محيطها ، وإنفراد قوات الاحتلال وأجهزته بالانقضاض عليها كظاهرة شبابية مشتركة من الشباب ومن الشابات ، ومن فلسطينيي مناطق 67 وفلسطينيي مناطق 48 ، ومع ذلك أخفقت ولم تكمل مشوارها الكفاحي لفقدانها الحاضنة المطلوبة وإنكفاء حركتي فتح وحماس عنها بسبب إلتزام الفصيلين بالتنسيق الامني بين رام الله وتل أبيب ، والتهدئة الامنية بين غزة وتل أبيب .

ليبرمان يتوهم أنه يستطيع هزيمة الشعب الفلسطيني ، وتركيعه ، وفرض تكيفه مع الواقع المفروض وما يمثله المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، من إستمرارية الاحتلال والاستيطان وتهويد فلسطين وأسرلتها ، غير مستفيد من تجربتي إسحق رابين ، وأرائيل شارون الموصوفان على أنهما من “ أبطال إسرائيل “ ، وهزمهما الشعب الفلسطيني  .

إسحق رابين هزمته الانتفاضة المدنية الشعبية التي إنفجرت عام 1987 ، ودفعته للتسليم أمام بسالة الفلسطينيين وإستعدادهم العالي للتضحية ، وضمن حركة جماهيرية حزبية منظمة قادتها فصائل منظمة التحرير مجتمعة كل وفق قدراته وإمكاناته ، دفعته نحو الاذعان والاعتراف بالعناوين الثلاثة عام 1993 ، الاعتراف بالشعب الفلسطيني ، وبمنظمة التحرير ، وبالحقوق السياسية المشروعة للفلسطينيين ، تجسد ذلك بإتفاق أوسلو وما أسفر عنه من إنسحابات إسرائيلية تدريجية بدأت بغزة وأريحا أولاً وتتالت مع باقي مدن الضفة الفلسطينية مع ولادة السلطة الوطنية كمقدمة لقيام الدولة المنشودة  ، ولكن قتل رابين على يد اليمين المتطرف وسقوط شريكه شمعون بيرس أمام نتنياهو ، وصعود اليمين المتطرف الرافض لأتفاق أوسلو ، وما أسفر عنه من نتائج أفشل مشروع التسوية كلياً ، وتم إحباط المسار برمته ، وهو يرواح مكانه الان في ظل عجز فلسطيني وتطرف إسرائيليي غير مقيد .

وشارون الذي تولى السلطة على أنقاض أوسلو ونتائج تدمير مساره ومكوناته ، أعاد إحتلال المدن الفلسطينية في شهر أذار 2002 ، والتي سبق وإنحسر عنها الاحتلال بفعل الانتفاضة الاولى وإتفاق أوسلو ، سعى لتدمير الذات الفلسطينية ومؤسسات السلطة وإغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى ، وأبرز قيادات حركة حماس وفي طليعتهم الشيخ أحمد ياسين ، ولكنه تراجع أمام قوة الانتفاضة المسلحة وعملياتها الاستشهادية النوعية منذ عام 2000 ، فرحل عن قطاع غزة عام 2005 بعد أن أزال المستوطنات وفكفك قواعد جيش الإحتلال ، مرغماً بسبب ضربات المقاومة الفلسطينية وبسالتها .

ليبرمان يتوهم أنه سيدخل التاريخ متفوقاً على رابين وشارون ونتنياهو ، وأنه سيدفن الشعب الفلسطيني تحت غطاءات الذل والسكينة ومنع حقه في الحياة وعدم إسترداد حقوقه الكاملة غير المنقوصة ، حقه في المساواة في مناطق 48 ، وحقه في الاستقلال في مناطق 67 ، وحق اللاجئين في العودة  وإستعادة ممتلكاتهم المنهوبة من الدولة العبرية .

الفلسطينيون هزموا رابين مثلما هزموا شارون ، وهم سيهزمون نتنياهو رغم تفوق الإسرائيليين الذاتي ودعم الطوائف اليهودية النافذة في العالم لهم ، وإسناد وغطاء الدولة الاقوى الولايات المتحدة لبرامجهم ومشروعهم الإستعماري التوسعي ، لأن الفلسطينيين يمكلون العدالة ولا خيار لهم سوى العيش والكرامة على أرضهم التي لا أرض لهم سواها ، ولذلك سيواصلون الحياة المقرونة بالنضال والتضحية لأنهم ينبذون الذل والسكينة والإحتلال ويعشقون الحياة وينحازون لها ، مثل كل الشعوب وكافة أفراد البشر ، ولن يضيف ليبرمان مجداً من الغطرسة والقمع والعمل الاسود المقيت ضد الشعب الفلسطيني ، بقدر ما سوف يُطيل عامل الزمن على وجع الفلسطينيين إضافة إلى وجع الإسرائيليين الذين لن يستقروا بأمن وطمأنينة على أرض فلسطين بدون أمن وإستقرار وكرامة وحرية الفلسطينيين .

h.faraneh@yahoo.com

تابعوا هوا الأردن على