آخر الأخبار
ticker المئات يستفيدون من عيادات وفعاليات اليوم الطبي المجاني في جمعية اللد الخيرية ticker أبوغزالة: تعطيل العمل الخميس لا يخدم النشامى ويضر بالاقتصاد ticker بالأسماء .. تعيينات وإحالات على التقاعد لموظفين حكوميين ticker إرادات ملكية بالمومني والزغول وجبران وقاسم وسمارة ticker ولي العهد يهنئ المسيحيين ويشارك بإضاءة شجرة الميلاد في مادبا ticker نتنياهو يقتحم موقع حائط البراق المحاذي للمسجد الأقصى ticker الأردن يدين مصادقة "خارجية الكنيست" على قانون يستهدف "الأونروا" ticker الملك يبحث مع وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية سبل تعزيز التعاون ticker التربية: تدريب طلبة الصف الـ12 في المصانع بدءا من نيسان ticker الأردن والهند يصدران بيانا مشتركا يضم 23 بندا ticker الملك ووزيرة الخارجية السويدية يبحثان العمل المشترك وتبادل الخبرات ticker ولي العهد في وداع رئيس الوزراء الهندي ticker مودي يقترح رفع التبادل التجاري الأردني الهندي إلى 5 مليار دولار ticker تجارة الأردن: المرحلة المقبلة تشهد توسيع العلاقات الاقتصادية مع الهند ticker الذهب يرتفع محلياً وعيار 21 يبلغ 87.2 ديناراً بالتسعيرة الثانية الثلاثاء ticker النفط الأميركي دون الـ55 دولاراً لأول مرة منذ نحو 5 سنوات ticker الصين: دخول أول مشروع ضخم لإنتاج الميثانول الحيوي حيز التنفيذ ticker بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع ticker ارتفاع مساحة الأبنية المرخصة 12.3% في 2025 ticker البكار: دراسة زيادة الرواتب المتدنية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي

حرب الكرد

{title}
هوا الأردن - د.باسم الطويسي

التدخل التركي في شمال سورية، يوجه ضربة خطيرة لأحلام الكرد ليس في سورية وحسب، بل في الإقليم؛ ويضرب أيضا حلم الأمة الرابعة الممزقة بين ثلاث أمم تاريخية تسيطر على الشرق القديم، هي الأتراك والفرس والعرب. إذ توضح طبيعة التفاهمات الجديدة، سواء الإقليمية أو الدولية، المصير والحسم اللذين تقاد نحوهما الأزمة السورية، وقبل ذلك المصير الذي ستقاد إليه عشرات الفصائل المسلحة التي تقاتلت على مدى سنوات الحرب السورية الماضية.
فعلى مدى الأيام الثلاثة الأخيرة، واصلت الدبابات التركية عبور الحدود تحت ذريعة تخليص المناطق الحدودية من تنظيم "داعش"، بعد أن تم دحر هذا التنظيم من بلدة جرابلس الحدودية بمساعدة الطيران التركي والأميركي، فيما عيون الأتراك تذهب نحو وقف تقدم الكرد ومنعهم من تشكيل منطقة حكم ذاتي في شمال سورية، وبالمعنى الاستراتيجي إطفاء القوة الكردية التي ازدهرت وأصبح لها شأن ووزن.
صحيح أن الكرد ارتكبوا سلسلة من الأخطاء في تحالفاتهم. وهم يقفون اليوم وحدهم، وربما قريبا من دون حلفاء، ما يفسر حجم عبثية الحرب السوداء في سورية، والمصائر التي تؤول إليها كل الفصائل المتقاتلة. فوحدات حماية الشعب الكردية التي وقفت لأشهر وحيدة في مواجهة التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها "داعش"، تداس في هذا الوقت من قبل الدبابات التركية. قبل أشهر، وحتى أسابيع قليلة، كان العالم ممتنا من إنجازات الكرد في حربهم الشرسة ضد "داعش"، فقد قاوم الرجال والنساء مقاومة شرسة، وقدموا تضحيات كبيرة، وحققوا انتصارات واسعة لم يحققها التحالف الدولي بكل ما لديه من ترسانة عسكرية، بل -كما فعلوا في كوباني (عين العرب)- خاضوا حربا شرسة نيابة عن العالم المتقدم.
ما يحدث في هذا الوقت، يعكس سلسلة من التفاهمات التي بدأت في التبلور في الأسابيع الأخيرة، والتي ضمنت الاستدارة التركية الجديدة بأقل خسائر ممكنة. ففي هذه الأثناء، يعاد ترتيب التحالفات الجديدة. ويبدو أن سلسلة الزيارات التي شهدتها موسكو وأنقرة وطهران ودمشق سرا، أخذت تؤتي جانبا مهما من نتائجها. فالولايات المتحدة هي اللاعب الأبرز فيها إلى جانب الروس، وأهم نتائجها أخذت تظهر على الأرض في الاتفاق حول داريا ودخول الجيش السوري لها، وفي الشمال دخول الجيش التركي الأراضي السورية لمنع الكرد من أي تمدد وإبعادهم الى شرق الفرات، فيما تبقى المعركة حول حلب هي الأكثر غموضا في كل هذه التحولات.
إلى هذا الوقت، يبدو أن الكرد هم الخاسر الأكبر في كل ما يجري. أما تاريخ تحالفاتهم الغربية، فهي بلا جدوى في هذه اللحظات الحرجة. 
يصل عدد الكرد إلى نحو 30 مليون نسمة، يشكلون نحو
17-20 % من سكان سورية، وحوالي 25 % من سكان تركيا، ونحو
15-20 % من سكان العراق. وعلى مدار أجيال، عاملت السلطات التركية الأكراد معاملة قاسية. ونتيجة لحركات التمرد التي قامت في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، أعيد توطين الكثير من الأكراد، ومنعت الكثير من الأسماء والأزياء الكردية. كما حظر استخدام اللغة الكردية، وأنكر وجود الهوية العرقية الكردية، وأشير للكرد باسم "أتراك الجبل".
كرد سورية هم جزء من الشعب السوري. وفي هذه اللحظات الحرجة، عليهم ان يستعيدوا البناء على وحدة التراب الوطني السوري والمساهمة في بناء دولة ديمقراطية مدنية لكل مواطنيها؛ فالعالم المتقدم والآخر أيضا بلا ذاكرة.

 
 
تابعوا هوا الأردن على