تمزيق اليافطات
اشتكت قوائم انتخابية ومرشحون للانتخابات النيابية التي ستجرى في العشرين من أيلول (سبتمبر) المقبل من أن البعض قام بشكل متعمد بتمزيق يافطات دعائية و"بوسترات" ولوحات انتخابية لهم في مواقع معينة. وطلبوا من الجهات المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف مثل هذه الممارسات غير القانونية.
وطبعا، هذه الممارسات غير مقبولة، ومرفوضة، ويحاسب عليها القانون. ولكن، هل هناك من ما يزال يفكر، أن عدم وجود لوحات إعلانية لمرشح ما في الشوارع سيخسّره الانتخابات، أو أن لوحات انتخابية أقل لمرشح ما ستساعد مرشحا آخر، له لوحات ويافطات وصور على الفوز؟
في هذه المرحلة، ومع عدم التقليل من أهمية الدعاية الانتخابية في الشوارع والساحات، إلا أن هناك أشكالا من الدعاية أهم، وأكثر تأثيرا، من هذا النوع، ويجب الالتفات لها، كثيرا. فاللوحات المنتشرة في الشوارع والساحات والميادين، لا تترك الكثير من الانطباعات في ذهن المتلقي، ولا تؤثر على إرادته، وإنما قد تعطيه انطباعات سريعة عن المرشح، وعن ما ينوي القيام به. وبعض الأشكال الإعلانية من هذا النوع، قد تترك انطباعا سريعا خاطئا عن مستخدميها من المرشحين. اذ إن بعض الشعارات ساذجة، وغير صادقة، أو أن هناك تبذيرا واضحا في شكل الدعاية، أو أن المرشح، يهتم بشكله، أكثر بكثير من برنامجه.
اللجوء إلى تخريب وتدمير وإزالة اللوحات الانتخابية، لن يؤثر كثيرا على المرشحين، الذين عليهم الالتفات لأشكال أخرى أهم وأفضل من الدعاية الانتخابية المؤثرة. كما أن عليهم الاهتمام كثيرا ببرامجهم الانتخابية، وما يودون تحقيقه. والأكثر أهمية من ذلك، الصدق، والجدية، فهما مقياس مهم في أي دعاية انتخابية، ويؤثران بشكل مباشر وسريع على الناخبين. آلاف أشكال الدعاية المنتشرة في الشوارع، والمعلقة على الأعمدة والجدران والتي تخرب الذوق الجمالي لهذه الأماكن، لن تحقق المعجزات. هناك طرق عديدة أقل كلفة، ولكن أكثر تأثيرا للوصول إلى عقل الناخب وقلبه، وفي النهاية صوته.
فلذلك، من الأفضل لمن يقومون بتخريب الدعاية الانتخابية للمرشحين، ترك هذه الممارسات غير المجدية وغير القانونية والصبيانية، والالتفات للأشياء والممارسات والأفعال الأهم والأكثر تأثيرا في الوصول إلى الصوت الانتخابي. عليهم التواصل بشكل مباشر مع قواعدهم الانتخابية، والبحث عن هموم واهتمامات هذه القواعد، والتركيز عليها. فمعرفة ما يريده الناخب، وما هي احتياجاته، وقضاياه تساعد المرشحين كثيرا، وتمكّنهم من كسب قلوب وعقول المرشحين.