الشهيد
الشهيد..هذا الأسم...
ينفذ الى القلب , ويتأثر به الوجدان ,
تتواصل ترجيعاته داخل النَفس بشكل متواصل ,
أكثر من سواه ,
إسم...
يقترن في أذهان الأحرار والثوَار والأبطال ,
الَذين يستعيرون منه المكارم ,
ليوم المفاخر ,
عندما تجفُ دماء الكبرياء ,
وتنحسر المروءة في عزائم الرجال.
رجل...
تختلف فيه صور الرِجال ,
من فصيلة المصطفين ,
الذين أوقد الله في وجدانهم ,
جذوة اليقين ,
بحتميَة النَصر المبين,
ترتسم على وجهه سجايا ,
يعرفها الأعداء ,
عندما يعلمهم ,
كيف يكون البذل ,
وكيف تكون التَضحية ,
وكيف يكون الفداء ,
ويُعلِمنا ,
من صدق مروءته ,
وشجاعته ,
متى يكون الإنسان حُرا ,
حقيقة ,
لا بالتَصور والخيال .
كيف لا نحبه ؟
وأن لا يكون إعجابنا به متَصلا ,
وهو الذي كتب على جدار الزَمن ,
خيار أمته بدمه ,
وطهَر تراب وطنه ,
بنجيع قلبه ,
فله منَا السَلام , والشَرف ,
وعلُو المكان .
قد يتَهمني الموتورون , والخانعون ,
بالخرف ,
أو الجنون ,
إذا قلت :
بأنني أغبط الشَهيد على موته ,
ذلك...
لأنني لم أجد رجلا ,
يتصَدى للبهيمية المستبَدة في وطني ,
يشفي ما في نفسي من الغيرة والغيظ ,
على كرامة امتي ,وعروبتي ,
وديني ,
وسلطاني الضَائع ,
فلا أجد غير الشَهيد ,
الَذي يستوي عنده الموت والبقاء ,
فله السِيادة والرِيادة ,
وله الكرامة التي يريد .
أتمنى..
لو أجد الكلمات الَتي تليق به كرجل ,
لم يخادع ولم يراوغ ,
أو يرتاع ,
لا يمدح ,
ولا يردح ,
أو يجامل أشباه الرِجال ,
يكافح بلا هوادة ,
ويصارح بلا مداهنة ,
حتى نصل الى حد القول ,
بأنَه حيُ وإن استشهد ,
حسبنا من شهادته الملازمة لحدود الله ,
إجلالا نكسبه ,
وفخارا نحصده ,
ولا بأس بعد ذلك أن نقرِر,
بأنه ليس في وطننا الكبير عظيم ,
يستحق الثَناء ,
غير الشِهيد...!!