آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

ظهور أبنائنا تفضح تخلف تعليمنا

{title}
هوا الأردن - غازي الذيبة

التعليم في بلدنا، قصة وجع لا تريد أن تنتهي.
وصل العالم الى القرن الحادي والعشرين، فذهبت دول كثيرة الى تحسس مواضع التقصير فيها، كانت أول انتباهاتها الى تردي تعليمها، فعملت على تحسينه وتطويره، بقوة 9 ريختر، الى أتمتته، وأدخلته الى حيز نظيف متقدم، يواكب العصر، لمد الأجيال الجديدة بفرص حياة أفضل، وعالم أكثر حيوية وإنتاجا.
هنا؛ يذهب الطالب الى مدرسته بحقيبة، تنحشر فيها بضعة كتب دراسية، وثمة مدارس استغنت عن الحقيبة، ومنحت الطالب، جهازا الكترونيا، عبره يفتح أي كتاب يحتاجه في حصة الدراسة.
في بلدنا، يشيل الطالب أو الطالبة منذ السنة الأولى في الصفوف المدرسية، أكثر من عشرة كيلوغرامات من الكتب على ظهره، يسير فيها مسافة لا بأس بها الى مدرسته، وإن كان في مدرسة خاصة، يدفع والده دم قلبه عليه فيها، ليخرجه من رطانة التعليم الحكومي البائس، يشيل الكمية ذاتها.
لن نتطرق الى ما تسببه هذه الحمولة الثقيلة واليومية للطالب في غدوه ورواحه للمدرسة، فهذا أمر نتركه لذوي الاختصاص، ولكننا نتطرق الى تلك القصة التي تنفلت يوميا على ألسنة مسؤولين، من أن البلد ذاهب الى تطوير وتحديث التعليم، باعتباره محطة مهمة في إنتاج مجتمع متطور. هذا الكلام نسمعه منذ قحط.
مشهد المشاجرات والعنف الذي يتخلل مدارسنا وجامعاتنا، لا يشي بذلك، جزء منه، تخلف في مناخات طاردة في المؤسسات التعليمية، تبدأ بكميات الكتب الثقيلة على ظهر الطلبة، ولا تنتهي بعجز المعلمين عن أن يكونوا محترفين في أدائهم، وتواصلهم مع الطالب، ولا في المدارس ذات التجهيزات البائسة والمخزية، غالبا، ولا في إدارات المدارس والوزارة العاجزة عن فهم واقع الطالب، وواقع التعليم الحديث.
لنعد الى حمولة أبنائنا الثقيلة على ظهورهم.
لا يريد واضعو سياسات التعليم في البلد، تصديق أن عصر الكتاتيب انتهى، وأن التعليم لم يعد مجرد جلسة مجموعة من الصغار حول شيخهم الذي يحمل عصا، ويطلب منهم تسميع ألفية ابن مالك، لا، التعليم أضحى اليوم أمرا مختلفا.
طفل صغير لم يدخل المدرسة بعد، يمكنه بلمسات بسيطة من أصابعه أن يهزم كاسباروف في لعبة شطرنج على الكمبيوتر، وأن يجعل مدير تربيته يفغر فمه، وهو يشاهده، يدير لعبة المزرعة الشهيرة على النت، فكيف إذن يطالب، يأتي للمدرسة بحمولة مكثفة من المعرفة الإلكترونية بمختلف ألوانها وضروبها، له أن يصدق باقتصار التعليم على عتل حقيبة محشوة بالكتب، تثقل ظهره، وكاهل والديه، وتسبب له التوتر والألم يوميا؟
ككل شيء في العالم المعاصر، نال حظه من التطور والتقدم المذهل، نال التعليم ما يتفوق على عقلية واضعي السياسات التربوية والتعليمية في البلد، وحشرهم في حقيبة المدرسة، والبحث عن حلول ساذجة ومواربة للعنف المدرسي والجامعي، في ظل مؤسسات تعليمية مهترئة، مصابة بثاني أكسيد القرون الوسطى.
طبعا هناك من سيأتي ويقول: كل قضايا التعليم اختزلت في حقيبة؟
نعم الحقيبة هي القصة، ودالة على أن إثقال كاهل الطلبة، إثقال للتعليم كله.

تابعوا هوا الأردن على