عمان تزهو بأسبوع تصاميم أردنية..
صغار وكبار، جمعتهم الفرحة وهم يرون عمان تحتضن تصاميم مبدعة لأردنيين. وأصل الفرح فوق بهجة المناسبة، فخر بشابات وشباب مميزين، يقدمون للعالم أجمع صورة حضارية عن الوطن الذي نحب.
الفرصة أتيحت للتعرف على ذائقة بصرية مختلفة في “أسبوع عمان للتصميم”. فالزائر يقف بانتظار الباص بألوانه الزاهية، وقد كتب عليه “يلا نلف البلد”؛ في جولة ملؤها المتعة عبر النقاط الرئيسة الثلاث في رأس العين ووسط البلد، خلاصتها تقدير إنجازات صنعتها أياد وعقول أردنية.
كانت تجربة مهمة لي شخصياً، وأنا أعايش إبداعات شبان وطننا، ذكوراً وإناثاً؛ إذ طوقوا المكان بتصميمات ملهمة، خلقت مساحة جمالية بصرية، تحكي قصص نجاح إلى ما لانهاية، وليس لأسبوع فحسب.
وتأكيداً لهذه الرؤية وهذا الهدف الذي يحمل المبدع والمبدعة الأردنيين إلى العالم ككل، جاء افتتاح جلالة الملكة رانيا العبدالله لأسبوع عمان للتصميم بنسخته الأولى قبل أيام، وإيلاء جلالتها اهتماما خاصا به من خلال زياراتها المتكررة للمواقع، وإعطاء المصممين دفعة معنوية كبيرة، وهي المؤمنة بأن الشباب هم شعلة الأمل التي من خلالها يصنع المستقبل ويزدهر.
كل من زار المواقع الثلاثة، شعر بالفخر والاعتزاز بوجود مثل هذه الطاقات الشبابية الأردنية التي تبشر بمستقبل مزدهر مشرق للأردن؛ وأن كل شخص باستطاعته أن يكون وجها حضاريا لبلده بما يقدمه من تصاميم خلاقة، تعكس مدى الاحتراف والإبداع، طالما أعطي الفرصة الحقيقية ليقدم موهبته للآخرين وإلقاء الضوء عليها.
الإبداعات صممت من أكبر الأشياء وأصغرها؛ أخشاب، أكياس، أسلاك، حبال، قطع حديدية، أحجار، أقمشة، وغيرها، صنعت منها تصاميم مبهرة، ليتحول المكان إلى لوحة فنية ثقافية.
عبر النقاط الثلاث، تسامت وأشرقت الإبداعات. فقد عرض كبار مصممين ابتكاراتهم في معرض “الهنجر” برأس العين، والذي أعيد ترميمه ليصبح مساحة عامة بتصميم معاصر، ومناسب لاستضافة الفعاليات الثقافية. وجاءت النقطة الثانية “مساحة الصناع”، والتي صممت في متحف الأردن، لتمنح زوارها فرصة استكشاف ودراسة وسائل جديدة للإبداع، باستخدام تقنيات التصنيع الرقمي والطابعات ثلاثية الأبعاد والأجهزة السمعية والبصرية وعلم الروبوتات المتقدم.
يترافق ذلك مع ورش عمل متخصصة وجلسات حوارية، على امتداد الأسبوع، تركّز على بناء القدرات والإنتاجية، ولاقت حضورا كبيرا من الزوار، لاسيما وأنها توفر فرص التواصل والتعارف، وتبادل المهارات. هذا عدا عن نشاطات متخصصة للأطفال، تسعى إلى مساعدتهم مبكراً في تطوير مهاراتهم، وتنمية قدراتهم وطرق تفكيرهم، لتمكينهم من الابتكار والتصميم.
أما النقطة الثالثة، فهي “حي الحرف” في مجمع رغدان السياحي، بوسط البلد. ذلك المكان الذي توزعت فيه عدة محال صغيرة تحمل أسماء أصحابها الذين يقدمون خلال هذا الأسبوع منتوجاتهم، من مشغولات حرفية يدوية وتصميمات.
ولا يخلو المكان من أكشاك صغيرة تقدم مأكولات شعبية، يتناولها الزائرون على مقاعد صممت أيضاً بشكل إبداعي، مع الاستمتاع بالمقطوعات الموسيقية لعازفين يبثون طاقة إيجابية في المكان.
أثناء التجول في النقاط الثلاث، تشعر بأهمية اختيار منطقة وسط عمان لتكون حاضنة لجميع تلك الفعاليات الفنية الثقافية والإبداعية، فهي المنطقة التي تجمع ما بين أصالة عمان وحداثتها الدائمتين.
تجربة جديدة فريدة، ملهمة لكل الحواس، احتضنها “أسبوع عمان للتصميم”، الذي أطلق مواهب شابة ملؤها الثقة التي ستجعل الأردن حتماً مركزا عالميا للإبداع وتبادل الأفكار، في كثير من المجالات.