السنيد يكتب: تعديل للمناهج ام محاولة محو الذاكرة
كتب النائب السابق علي السنيد ما اقدمت عليه وزارة التربية والتعليم في اطار ما سمي بتعديل المناهج لا تقدم عليه حكومة علمانية في بلد مسلم، وقد طال على الاغلب كما ترد بذلك تقارير المعلمين الرموز الاسلامية كحذف اسم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، او حادثة رويت عنه عليه الصلاة والسلام من احد الدروس. وكذا حذف اسم من ال البيت الاطهار واستبداله باسم ليس له مدلول اسلامي كاستبدال فاطمة بحنين، او استبدال صورة لعائلة تظهر فيها المرأة بغطاء رأس باخرى بدون غطاء رأس ، او تغيير كلمة عقد شرعي الى زواج رسمي، او حذف كلمة غزوة ، او الهجرة، او دعاء صلي على رسول الله، وكذلك الدولة الاسلامية، او المسجد، او صورة شيخ يدرس القرآن، او اركان الاسلام، ووصل الامر الى تغيير صيغة الوعظ من (اتخاف وانت العابد الورع) الى (اتخاف وانت صاحب حق).
ومما يدعو للغيظ حقا ان يتم ازالة سؤال كيف يمكن ان نحرر المسجد الأقصى من احد الدروس. وحتى يطال التغيير الرموز الاسلامية كيفما اتفق كأن يتم تغيير " كان بلال بن رباح مؤذنا " لتصبح " كان الوالد صحفيا". وحتى الموروثات فيتم الاعتداء عليها من مثل تغيير عنوان "اداب ووصايا " الى عنوان "من اجمل ما رأيت".
وتبلغ محاولات المس بقيم هذا الشعب ان يتم استبدال قصيدة تتعلق بمدح النبي عليه الصلاة والسلام بمختارات من لغتنا الجميلة تحت عنوان "التكنلوجيا تتكلم"، وكذلك حذف العديد من الايات الكريمة.
وحتى قصة اهل الكهف فتحولت الى مسرحية اهل الكهف. وشجرة نسب الرسل التي كانت توصل نسب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بابراهيم عليه السلام فيصار الى ايصال النسب بيعقوب عليه السلام. ومعروف مغزى ذلك. واذا اضفنا اليه وضع كلمة اسرائيل على الخارطة بدلا من فلسطين تظهر الاشارات الدالة.
وهذا العدوان على الموروث الاسلامي ينطلق من اعتقاد بدأ يترسخ لدى الغرب بان الدين الاسلامي هو سبب تطرف الانسان العربي، وجاءت وزارة التربية والتعليم الاردنية التي تتلقى مساعدات من جهات غربية لمجاراة ذلك ، وبدأت بعملية مسح على المناهج لازالة ما يمكنها من رموز دينية، وكأننا نشارك هذا الغرب ذات تصوراته حيال الاسلام. ويتم القفز عن ان التطرف هو احد مخرجات ثقافة الانسان والدول في العالم الغربي فالفاشية والنازية والصهيونية والحروب العالمية، والقنابل الذرية، ومحاكم التفتيش، والحروب الصليبية هي مخرجات هذا الغرب، ومعروفة السياسة الغربية المزدوجة في العالم والتي اسفرت عن كل هذا الظلم والظلمات والتي طالت الدول الضعيفة وعلى رأسها دولنا العربية التي ترزح تحت الاحتلال او تعاني الفوضى والاضطرابات في حين عندما ساد الاسلام العالم شاع العدل والعلم وتجلت الامة الانسانية باجلى صورها، والرسول محمد عليه الصلاة والسلام انار الكون بوجهه المبارك، وحل بالخير والبركة على العالمين، وبعض الخلفاء يتم عدهم من رموز الانسانية في العدل.
ونحن نتنازل عن قيم ديننا بحكم الاباطيل، ونخشى الدفاع عن معتقدنا، ونقبل - طلبا للمساعدات الغربية- ان يتهم موروثنا الاسلامي بصناعة العنف، وتبدأ عملية خبيثة في الاساءة لرموزنا الاسلامية والانتقاص من قدرها بمثل هذه التصرفات الرعناء.
واود ان اهمس في اذن الجهة التي تقف من خلف التغييرات في المناهج ان كافة هذه المحاولات الصبيانية ستبوء بالفشل الذريع فالاردنيون يحتفظون بنسخ القرآن الكريم بالعشرات في بيت كل اردني، وكذلك بكتب الاحاديث النبوية، وكتاب رياض الصالحين والمكتبات الخاصة والعامة تعج بملايين الكتب التي تحفظ وتحمي التاريخ والتراث الاسلامي، ولن تستطيع وزارة التربية والتعليم ان تمحو الذاكرة، والمساجد تؤذن كل يوم وليلة خمس مرات، وتتم فيها الدروس اليومية، وكذلك تقام فيها خطبة الجمعة، وهي تسترجع التراث الاسلامي، وتديم الذكر فيها، والفضائيات الاسلامية الاكثر متابعة في البيوت.
واطمئن وزارة التربية والتعليم ان الرموز الاسلامية تقع في قلوب الاردنيين سواء اكانوا مسلمين ام مسيحيين موقع الاجلال، وهذا التاريخ الاسلامي هو ذاكرة وموروث ومسيرة قرون، وتراكم حضاري، ولن تطاله يد عابث ، وتجليات الدين الاسلامي من صحيح المعتقد، ومنظومة القيم الاسلامية لن تغيب عن مسرح الحياة.
وانا ادعو وزارة التربية والتعليم التي تملك سجلا ناصعا من تراكم الخبرات ، وهي صاحبة المكانة المتقدمة في عيون الاردنيين والعرب وقد بنى متقاعدوها نواة صروح التعليم في عديد من الدول العربية ان تتورع عن مثل هذا الدور الذي يتناقض مع ما يعتقده كافة حملة العلم والمعرفة فيها تاريخيا، وان تتراجع فورا عن كافة التشوهات التي الحقتها بالمناهج، ولتتوقف عن اداء اية ادوار لا تتناسب مع طبيعة رسالتها العظيمة.