آخر الأخبار
ticker البنك الأهلي الأردني يفوز بجائزة "أفضل بنك لخدمة الشركات في الأردن لعام 2024" من مجلة الأعمال الدولية ticker كابيتال بنك يستضيف طلاب مدرسة يعقوب هاشم ضمن فعاليات اليوم الوظيفي في القطاع المالي بالتعاون مع مؤسسة إنجاز ticker عمّان الأهلية تنظّم المبادرة الثانية لحملة قطاف وعصرالزيتون ticker مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية والأكاديمية العربية للسمع والتوازن ticker أورنج الأردن تتوج جهودها في نشر الثقافة الرقمية بالفوز بجائزة "بناء المهارات الرقمية" في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024 ticker شركة زين تعود مصابي الأمن العام ضمن الوقفة الأردنية خلف الوطن والنشامى ticker عمان الأهلية الثانية محلياً على الجامعات الاردنية بتصنيف التايمز لجودة البحوث العلمية متعددة التخصصات 2025 ticker %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين في 10 أشهر ticker "الريشة".. كميات غاز مبشرة تحتاج سنوات لجني الثمار ticker 30 ألف عقار بالقدس تحت "معول الاحتلال" ticker الحكومة تقر نظامي الإدارة العامَّة والصندوق الهندسي للتدريب ticker ملامح إدارة ترامب الجديدة في البيت الأبيض ticker ابوصعيليك يعلن انتقال دور هيئة الخدمة من التعيين إلى الرقابة ticker هطول مطري بعد ظهر الأحد .. وتحذير من الانزلاقات ticker باختياره وزيرة الزراعة .. ترامب ينتهي من تشكيل حكومته ticker اصابتان بتدهور مركبة على الصحراوي ticker الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية ticker الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء ticker الحكومة تقرّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط ticker العيسوي: الأردن يوظف إمكانياته السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان

جدل الأردنيين بين "المناهج" و"الغاز"

{title}
هوا الأردن - موفق ملكاوي

ابتداء، يجب التأكيد على حب الأردنيين لاتخاذ المواقف والخوض فيها، خصوصا القصووية منها. وهو أمر ليس سيئا، بل يدخل في باب حرية الرأي والتفكير واتخاذ القرار.
لكن مقولات مثل "أحارب من أجل إبداء رأيك"، أو "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، لا تدخل في حسبان الأردنيين وهم يخوضون "حروبهم" الكبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ يبدو كما لو أن كل واحد منهم يجلس خلف "رشاش"، ويرشق "الأعداء" بما استطاع من "رصاص".
"الرصاص" الذي يتراشقه "المتحاربون"، والذين يفترض بهم أن يكونوا متحاورين، ليس آراء مختلفة أو وجهات نظر متباينة وقرائن أو أدلة تدعم وجهات النظر تلك، بل هي اتهامات وشتائم وتخوين. وهو ما لا يمكن له أن يثري أي جانب في نقاش عقيم وسقيم كهذا، يحتكم إلى التخندق، ولا يكترث بالأدلة والحقائق.
بصفتي متابعا مثابرا لموقعي "فيسبوك" و"تويتر"، فإنني من النادر أن أطلع على حوار في قضية عامة لا يتخلله تراشق اتهامات بالخيانة بين المتحاورين. وهو الأمر الذي حدث خلال خوض الأردنيين في موضوعي "تعديلات المناهج المدرسية" و"اتفاقية الغاز مع إسرائيل".
معارضو تعديلات المناهج، أمطروا المؤيدين بعشرات التهم؛ كالرضوخ لإملاءات الخارج، وانتهاج سياسات "تغريب" للمجتمع، وتصفية الإسلام في الحياة العامة، إلى غيرها من التهم التي لا يمكن حصرها. فيما رد المؤيدون، في المقابل، بتهم من قبيل الانتماء إلى عقلية متحجرة، والعيش في الكهف، وتمادى آخرون إلى درجة نفي الدين وأهميته في الحياة المعاصرة.
بالنسبة لاتفاقية الغاز، كان الأمر مشابها تقريبا. فقد كال المعارضون اتهامات عديدة للمؤيدين، كالعمالة للغرب ولإسرائيل، والمساهمة في بيع الأردن للأعداء، والأمية في قراءة المشهد السياسي الإقليمي. بينما رد مؤيدو الاتفاقية على خصومهم بأنهم غير وطنيين، ولا يراعون مصالح الأردن في النظر إلى الأمور، وأن القضية غير سياسية لكنهم يسيسونها لمصلحة بعض الجهات والجماعات للنيل من الأردن.
الغضب وحده هو الذي سيطر على جميع "الحوارات" التي دارت بين المتجادلين، والتخوين كان التهمة الأكثر انتشارا التي تداولوها بينهم، فيما غاب الموضوعان الأساسيان عن المشهد ككل؛ إذ قلما تجد أحدا يمدك بإضاءة حقيقية للموضوعين، ويعطيك أسبابا مقنعة لتأييده أو معارضته لأي منهما، ما يعزز القناعة أن كثيرين، ومن الفريقين، انضموا إلى "الطوشة" لأسباب "عاطفية"، من دون أن يمتلكوا معلومات أساسية تؤهلهم لأن يخوضوا النقاش على أساسها.
ليس المطلوب منك أن تكون خبير مناهج، ولا أن تكون عالما متخصصا في الطاقة، لكي تتخذ موقفا من الموضوعين. لكن حين تبادر إلى الاشتراك بنقاش علني حولهما، فينبغي عليك أن تمتلك معلومات دقيقة حول ما تتحدث عنه، وأن تطرح نقاطا واضحة للفهم، لا أن توزع السباب والشتائم والتهم الجاهزة.
هناك أدب للحوار يجب أن لا نتعداه، حتى مع أولئك المؤيدين لاتفاقية الغاز مع العدو الإسرائيلي؛ فكلما كنت مهذبا في طروحاتك وحوارك، وتتحدث بمعلومات وحقائق، ازدادت فرصك في أن تضم شخصا جديدا إلى صفك وقضيتك.
غياب الجدل الفاعل والحوار العلمي لن يخدم الحقيقة في شيء. واستعراضات الوطنية والترفع لن تخدم كذلك، بل ستبقي الباب مفتوحا أمام التخوين الذي يؤشر على ضحالة فكرنا وثقافتنا، ويقسمنا إلى فريقين: متآمرين ومطبلين.

تابعوا هوا الأردن على