السنيد يكتب: ربح البيع يا هند
كتب النائب السابق علي السنيد:
نحن بعنا للحق انفسنا، ورفعنا شعار الحق ، ولن نندم ابداً، وقد حلمنا بوطن دستوري تصان فيه الحقوق والحريات العامة، ولا تزور إرادة الناس، ولا تغتصب فيه المصلحة العامة، وقاومنا في حدود امكانياتنا مشاريع التركيع والاذلال للعدو الاسرائيلي التي تمس باستقلال وسيادة المملكة وحرية قرارها السياسي كالغازالإسرائيلي، وكنت اشهرت في وجه الحكومة السابقة استقالة جماعية لرموز نيابية في حال تمت الموافقة على المشروع فتم إيقافه في حينه، ولا غرابة ان وقعته الحكومة الحالية اليوم على مقربة أسابيع قليلة من انعقاد البرلمان الذي ضربت عرض الحائط بارادته.
وكذلك تصدى محمود الخرابشة لمشروع النووي الخيالي الذي يضاعف مديونية المملكة، وينقلنا وطنيا ًمن الممكن الى المستحيل، ودعونا لتطوير البديل المحلي في مجال الطاقة، وطرق الباب العربي المتاح.
وتم التصدي لفضح خطورة التعديلات الدستورية التي مست بروح الدستور الأردني وقوضت فلسفة ومبادئ نظام الحكم في الاردن كما اقره اباء الوطنية الاردنية ، والتي تنقل نظامنا السياسي للأسف الى نظام رئاسي، وتعمل على تقويض وهدم القواعد الدستورية المرعية في المملكة منذ قيام الدولة. وكنا عارضنا بشراسة التحول لازدواجية الجنسية في نظامنا السياسي لكونها تخل بالبعد الوطني لعملية الحكم، وتفتح طبقة الحكم التي تمثل سيادة الدولة لمزدوجي الجنسية – أي مزدوجي الولاء- لممارسة اعمال الحكم والسيادة في الاردن.
ووقفنا في وجه التوجه الحكومي لادخال الشركات الإسرائيلية في الصندوق الاستثماري، وكان لرلى الحروب وقفة مشهودة في ذلك، ولها دور بارز في تعرية القوانين الماسة بالحقوق العامة وتعبر عن تغول رسمي كالامركزية وقانون الانتخاب والبلديات، والمادة الكيميائية، وغيرها، وقد أظهرت فهماً عميقا ًبالدستور ومنظومة القانون الأردني، وعمل عبدالكريم الدغمي ومحمود الخرابشة على فلترة القوانين وايضاح خلل التشريع بغض النظر عن نتيجة التصويت، وتصدى عساف الشوبكي وهند الفايز لمحاولات المس بالقيم الوطنية للدولة الأردنية ، وعريا سياسة الأسعار والافقار، وتحول الدولة الى جهاز كبير للجباية، وقدم امجد المجالي مرافعة وطنية تاريخية ضد الفساد تحت القبة، وكان كثيرا ما يتم إطفاء الميكروفونات من امامنا، او نمنع من تقديم المداخلات فتمر الجلسات دون ان تتاح لنا فرصة الحديث، وكنا نعلم اننا تحكمنا قاعدة الأغلبية والأقلية البرلمانية عند التصويت الا اننا كنا على قلة عددنا لسان صدق وطني، وتماهينا في عذوبة الوطن، وكنا بالمرصاد لكل من يسعى الى تضليل الناس، ويحاول التلاعب بالارادة الوطنية، وتزوير الحقائق، او تمرير السياسات غير الوطنية.
وقد قلنا كلمة الحق في ظرف كالح لم نكن فيه نحاط باي التفاف شعبي، او دعم بالشارع الذي عانى من الانكفاء على خلفية تراجع معطيات الربيع العربي، ولم نتنصل من المسؤولية، او نهرب من استحقاقات المرحلة، وعارضنا القوانين والسياسات الجائرة أي كان من يقف خلفها، ولم نكن نحسب الا حساب الوطن، و ضرورات الموقف الوطني الملتزم ، ولم نكن ممن يحسنون او يتقنون فن الانصياع ، وتلقي الأوامر والتعليمات هاجسنا في ذلك الحق ومصلحة الوطن العليا.
وكنا نعرف مسبقاً ما يحاك لنا، وكنا على استعداد تام لدفع الثمن، وكانت تصلنا التحذيرات من اننا لن ندخل قبة البرلمان مرة أخرى ، ولن يسمح لنا بالعودة مجدداً، وكنا نصر على صدقية الموقف الوطني، وعلى شرف امانة التمثيل والتوكيل، وحمل امانة المسؤولية النيابية، ونلوذ بالمبادئ ونعتصم بالله العظيم.
كنا عصبة نيابية باعت نفسها لله ، وكنا نتصدى للتدخلات في عمل البرلمان، ونحاول قول كلمة الشعب تحت القبة، وايضاح المصلحة الوطنية في ضوء الإصرار على تغييب إرادة الامة.
منا من عزف عن الترشيح مبكراً كامثال امجد المجالي، ومصطفى الرواشدة، ومريم اللوزي – شفاها الله - ، وقد جرى تخسير معظمنا في الانتخابات الأخيرة، ونجا منا ثلاثة من المؤامرة وهم عبدالكريم الدغمي الذي كان حاضرا وشاهداً وطنيا ً في كثير من المواقف الصعبة بالرغم من اننا اقلية في البرلمان راحت تمثل صوت الضمير ، ومحمد الرياطي الذي جعل من الرقابة البرلمانية هاجساً وكابوساً مخيفاً للحكومات، واقض مضاجع الفساد الصامت في العقبة ، وكذا تامر بينو الذي واجه التدخل الأمني في شؤون البرلمان بشراسة.
غير ان البيع ربح ياعساف، ربح البيع يا رلى، ربح البيع يا هند، ربح البيع يا محمود الخرابشة، ربح البيع يا مصطفى شنيكات، ربح البيع يا إبراهيم الشحاحدة، ربح البيع يا سعد البلوي ، ربح البيع يا عدنان العجارمة، ولا تبتئسوا بما جرى فأنتم عصيون على السقوط ، وهذه القامات لا تسقط، وانما هي تضحية تقدم على شرف الوطن الذي حلمنا به نقياً كالبدواة، ووفياً مثلها، ، وشامخاً بشموخ وصفي، وعصياً على الترويض والمهادنة.
اعلم ان كثيرين منكم اليوم ربما لا يعلمون كيف يدبرون أمور حياتهم البسيطة، وقد أغلقت في وجوهنا أبواب العدالة في وطننا، وها نحن نرفع القضية برمتها الى قاضي السموات والأرض، والله خير عاصم، وخير وكيل.