حديث عن العقوبات
لا شك أن اللوائح التي تنظم عمل اللجنتين التأديبية والاستئناف، هي المعيار الاوحد لتحديد حجم العقوبة التي تتخذ بحق أي من اركان اللعبة، ولذلك يجب أن تكون تلك اللائحة واضحة النصوص ويتم احترامها، طالما أنها تنظم العمل وتتعامل مع كل حالة طبقا لمبدأ العدل والمساواة.
بيد أن ما شهدته وتشهده الساحة الكروية المحلية، يؤكد أن "المزاجية" و"النادوية" تؤثران سلبا على العديد من القرارات، بحيث تختلف الاجتهادات بشأن بعض المخالفات، بل أن القرارات تتباين لذات المخالفة بين حين وآخر، ما يجعل اهل اللعبة يستشعرون بالخطأ، ويتساءلون عن اسباب التباين في القرارات لذات الحالات.
لا اريد القول كثيرا عن حالة مهاجم الرمثا حمزة الدردور، فمن المؤكد أن قرار لجنة الاستئناف بتخفيض عقوبة الايقاف إلى مباراتين بدلا من ست مباريات لم يكن مقنعا لاحد، ذلك أن اللجنة التأديبية اتخذت قرارها بناء على شواهد عينية ومرئية، تراوحت بين تقرير حكم المباراة ومراقبها وبين ما تم عرضه من تسجيلات مرئية للواقعة.
ولا اريد التشكيك بأحد من اعضاء اللجنتين، وإن كان من الافضل واتقاء لـ"الشبهات" أن تكون اللجنتان محايدتين تماما، بحيث لا تكون قراراتهما محكومة بأهواء نادوية وحسابات ضيقة، لأن كثيرا من اللاعبين الذين سيتم ايقافهم مستقبلا، سينتظرون ذات القرار من اللجنتين بالايقاف لمباراتين اذا ما حدثت واقعة الاعتداء على الخصم من دون كرة.
نقطة اخرى مهمة أود التطرق لها فيما يتعلق بالعقوبات التي تتخذ بحق الاندية، فخلال الفترة الماضية اتخذت اللجنة التأديبية و"ستتخذ في الجلسات المقبلة" جملة من العقوبات والغرامات المالية، نتيجة الهتافات المسيئة من قبل الجماهير، او نتيجة قيام الجماهير بتحطيم المقاعد وبعض مرافق الملاعب.
من الواضح أن ادارات الاندية تدفع ثمن أخطاء الجماهير وتصرفاتها السلبية.. الجمهور يشتم إدارة النادي امام الملأ احتجاجا على سوء نتائج الفريق، ولايقاع مزيد من العقوبات المالية على النادي تقوم تلك الجماهير عمدا بشتم حكام المباراة واتحاد كرة القدم والفريق المنافس في الملعب او ممن لا يتواجد في الملعب، كما تقوم تلك الجماهير بتحطيم المقاعد.
صحيح أن الاندية تستفيد من الريع فيما يتعلق بالحضور الجماهيري، وهي ملزمة أيضا بتحمل الضرر نتيجة تصرفات جماهيرها، لكن من غير المنطق أن يقوم المتفرج بشتم الآخرين بأعراضهم وخدش الحياء العام بهتافات تصل الى البيوت عندما تكون المباريات مبثوثة، والمس بكرامة الآخرين وبالوحدة الوطنية، وتحطيم المرافق العامة، ومع ذلك لا تتم محاسبته والاكتفاء بتغريم ناديه آلاف الدنانير.
من المهم أن يدرك كل مشجع مسيء أنه تحت القانون ويمكن مساءلته على افعاله، ومن المهم أن لا تبقى الاندية تدفع اضعاف ما تحصل عليه من ريع، لأن قيمة المخالفات والعقوبات تفوق الايرادات.. قد يكون الجمهور "نعمة" لبعض الاندية لكنه في واقع الامر ايضا "نقمة" لبعضها، اذا ما كانت قرارات اللجنة التأديبية تتوالى في إيقاع العقوبات والغرامات.