حدث في المقبرة
وقف إمام المسجد بعد أن سلَّم من صلاة العشاء...وأخرج من جيبه ورقة بيضاء مطوية وملصقة، وقال: أيها الناس هذه الورقة كما ترونها أعطاني إياها اليوم أحد شباب البلدة ، وقال لي: قبل أيام ذهبت إلى مقبرة البلدة لتنظيف قبر والدي من الأشواك والأعشاب ، وأثناء الحفر وخلع الشوك وجدت هذه الورقة مدفونة على عمق أقل من شبر فوق القبر ، واكتشفت بأنها عبارة عن حجاب وسحر قد عُمِل لأحدهم...ويُكمل الشاب قائلاً : فأخذتها وصرت اذهب إلى المقبرة كل يوم وأراقب القبر عن بعد ...حتى تفاجئت بوجود امرأة تقترب من القبر وتجلس بجانبه وعرفتها ...وهذه هي القصة .
ثم قام الشيخ (إمام المسجد) بفتح الورقة (الحجاب) وكان مكتوب عليها من الخارج (على اللصقة) يوضع في أحد المقابر...وبدأ الشيخ بقراءة ما بداخل الورقة من كلام مثل( من رب شلتوت ورب حلتوت ..فرّق بينهم ...خَرّب بيتهم...طلّق زوجته ...) وقال الشيخ: يوجد فيها أسماء ولا أريد ذكرهم ،لأني لم أقل هذا لكي أفضح ولكني قلت لأنصح.
فهذه الجريمة البشعة ليست في بلاد الغرب ولا في بلاد الكفر ..إنما في بلادنا وقرانا ..نعم إنها في القرية المليئة بالمساجد والمليئة بحفظة كتاب الله والمليئة بالمشايخ والدعاة ...هكذا تفعل بعض نساء البلدة عند المقابر الإسلامية و التي يعتبرها الناس مكانً للعظة والعبرة ..وموقعً للرجوع إلى الله والتفكر بالنهايات البشرية ...والله إنها جريمة لم يتصورها العقل... وكيف تجرأت هذه المرأة على تدنيس المقابر بأوساخها من أجل إلحاق الضرر والأذى بالناس ... فما نوع هذا القلب الذي تحمله تلك المرأة في أحشائها..انه لقلب أسود مليء بالحقد والكفر والفجور .
فعلينا أن تقي الله في أفعالنا وأقوالنا.. ونتقي الله في أمواتنا الذين ينتظرون منا الدعاء والترحم عليهم لا أن نُدنّس قبورهم بالحجب والسحور ...ونقول للنساء بأن ذهابك إلى المقبرة ليس محبب وأن دعائك يصل وأنت في بيتك .
قال تعالى:(وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)صدق الله العظيم
والمشكلة أننا نستغرب ونستهجن من ضنك الحياة وضيق العيش وانحباس المطر وارتفاع الأسعار وكل هذه الأحوال السيئة التي تلحق بنا ..وصدق من قال : يفعل القلم ما لا يفعله البشر ، ويفعل البشر ما لا يوصفه القلم.