آخر الأخبار
ticker الآداب والعلوم في عمّان الأهلية تشارك بمؤتمر "تمكين الأسرة في المجتمعات المعاصرة" ticker العمارة والتصميم في عمان الاهلية تطلق ورش عمل لتطوير المقررات الدراسية وفق المعايير الدولية ticker صيدلة عمان الاهلية تشارك بحملة توعوية حول سرطان الثدي بالتعاون مع نقابة الصيادلة في السلط ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker عمان الأهلية حذفت المستحيل من قواميسها !! ticker البنك العربي الاسلامي الدولي يجري تجربة إخلاء لمبنى الإدارة العامة ticker البنك الأهلي الأردني يتوّج بجائزة "أفضل موقع إلكتروني مصرفي في الأردن لعام 2025" من مجلة Global Brands البريطانية ticker زين الأردن تزوّد "جو بترول" بخدمات الاستضافة المشتركة ticker أورنج الأردن ترعى هاكاثون "X META CTF" لتعزيز مهارات الشباب في الأمن السيبراني ticker Zain Great Idea يجمع نُخبة من الخُبراء الدوليين لتوجيه المُبادرين واستكشاف فرص النمو للشركات الناشئة ticker زين الأردن تجدّد دعمها للمشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه عن بُعد ticker تقرير يتحدث عن مشاركة حماس في تشكيل الحكومة بغزة ticker بالاسماء .. أمانة عمّان تُنذر 19 موظفًا بالفصل ticker بالاسماء .. وزارة التنمية تحل 41 جمعية ticker النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الأردن للعام المقبل إلى 3% ticker الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار ticker الأردن .. الأهلي يرفض المشاركة في دوري السلة ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا في تسعيرة ثالثة .. وغرام عيار 21 بـ 86.5 دينارًا ticker اتحاد المزارعين الأردنيين : لامبرر لاستيراد الزيت

خسارة حلب

{title}
هوا الأردن - أيمن الصفدي

لن تُنتج الاستعراضات السياسيّة الحاليّة اتّفاقاً لوقف القتال والقتل في حلب. فالنظام السوريّ مصمّمٌ على السيطرة على المدينة. والفصائل المقاتلة فيها مشتّتةٌ متفرّقةٌ ضعيفة التسليح، وغير قادرةٍ على مواجهة آلة حرب النظام المدعوم من روسيا وإيران ومقاتلي حزب الله.
الوضع ليس في مصلحة المعارضة سياسيّاً أيضاً. فاليد العليا في كلّ الجهود التي تُبذل لوقف الحرب في المدينة لروسيا. أوروبا لا تملك سوى إصدار البيانات السياسيّة التي لا تُترجم أيّ فعلٍ مؤثّرٍ على الأرض. واشنطن في شبه غيبوبةٍ سياسيّةٍ تفرضها عمليّة الانتقال الرئاسيّ. الدول العربية غائبٌ دورها، وتركيا تُخضع موقفها من سورية لحساباتها المصالحيّة التي لا تلتفت كثيراً إلى مصالح الشعب السوري.
الراهن في حلب بائس. والمقبل أشدّ بؤساً.
ذاك أنّ النظام يريد أن يُخضع أحياء حلب الشرقيّة لهيمنته بغضّ النظر عن حجم الكارثة الإنسانيّة التي يتسبّب بها. والفصائل المقاتلة تقول إنّها لن تنسحب من المدينة، وستقاتل حتّى النهاية مهما كان الثمن أيضاً. المأساة أنّ معظم هذا الثمن يدفعه المدنيّون الأبرياء الذين باتوا سلعةً يتاجر بها النظام وداعموه وبعض الفصائل المعارضة ورعاتها.
قد لا يتمكّن النظام من فرض سيطرته على أحياء المدينة الشرقيّة بالسرعة التي يدّعيها. لكن تحت موازين القوة الحاليّة، سيسيطر النظام على حلب، ولن تؤدّي إطالة المعركة إلّا إلى زيادة معاناة السكّان الأبرياء.
غير أّنه رغم تأكيد الفصائل المقاتلة أنّها ستستمرّ في القتال ولن تغادر المدينة، ثمّة احتمالٌ كبيرٌ أن يُنتج الضغط الميدانيّ وغياب آفاق تحقيق انفراجٍ سياسيٍّ قراراً من معظمها بقبول العرض الروسيّ الخروج من المدينة. فعلت فصائل مقاتلةٌ ذلك في الغوطة ومناطق أخرى حين اقتنعت بعبثيّة استمرار الصمود. ووافقت جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) التي تقاتل في حلب أيضاً على ترتيباتٍ مشابهة في السابق.
لكنّ سيطرة النظام على حلب لن تحقّق النصر الذي يروّج له. ولن تنتهي الحرب الأهليّة في سورية بانتهاء القتال في حلب لمصلحة نظام الأسد. فذاك أمرٌ مستحيلٌ خارج تسويةٍ سياسيّةٍ شاملة.
لا تبدو هذه التسوية محتملةً في أي وقت قريب. 
ذاك أنّه لا فرصة لتحقيق حلٍّ سياسيٍّ في سورية من دون انخراطٍ أميركيٍّ روسيٍّ كامل. ويعرف النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون أنّ واشنطن غارقة في شأنها الداخليّ الآن، وأنّ أشهراً طويلةً ستمرّ قبل أن تتسلّم الإدارة الجديدة الحكم وتبدأ بالالتفات إلى القضايا الخارجيّة. ويستغل النظام وحلفاؤه، روسيا خصوصاً، هذا الفراغ السياسيّ لتغيير الحقائق على الأرض، وانتزاع المزيد من المكتسبات.
تحتاج الفصائل المقاتلة أن تتعايش مع هذه الحقيقة أيضاً، وأن تدير معاركها وفقاً لميزان القوة الذي يفضّل النظام وحلفاءه إلى درجةٍ تجعل من استمرار القتال في حلب خياراً عظيم الكلفة عليها وعلى المدنيّين من شعبها.
الحرب جولات. حلب جولةٌ يبدو أنّ لا فرصة للمعارضة في كسبها. فللنظام حلفاءٌ يزوّدونه كلّ ما يحتاج من دعمٍ لأخذها. أمّا المعارضة الوطنيّة في حلب، كما في غيرها من مدن سورية، فهي ضحيّة خذلان حلفائها، وضحيّة سرقة ثورتها من قبل إرهابيّين لم يؤمنوا يوما بها، وقوىً أجنبيّةٍ لا ترى إليها إلّا ميداناً للمساومة. مأساة حلبٍ هي جزءٌ من الحصاد المرّ لهذا الواقع.

تابعوا هوا الأردن على