آخر الأخبار
ticker الآداب والعلوم في عمّان الأهلية تشارك بمؤتمر "تمكين الأسرة في المجتمعات المعاصرة" ticker العمارة والتصميم في عمان الاهلية تطلق ورش عمل لتطوير المقررات الدراسية وفق المعايير الدولية ticker صيدلة عمان الاهلية تشارك بحملة توعوية حول سرطان الثدي بالتعاون مع نقابة الصيادلة في السلط ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker عمان الأهلية حذفت المستحيل من قواميسها !! ticker البنك العربي الاسلامي الدولي يجري تجربة إخلاء لمبنى الإدارة العامة ticker البنك الأهلي الأردني يتوّج بجائزة "أفضل موقع إلكتروني مصرفي في الأردن لعام 2025" من مجلة Global Brands البريطانية ticker زين الأردن تزوّد "جو بترول" بخدمات الاستضافة المشتركة ticker أورنج الأردن ترعى هاكاثون "X META CTF" لتعزيز مهارات الشباب في الأمن السيبراني ticker Zain Great Idea يجمع نُخبة من الخُبراء الدوليين لتوجيه المُبادرين واستكشاف فرص النمو للشركات الناشئة ticker زين الأردن تجدّد دعمها للمشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه عن بُعد ticker تقرير يتحدث عن مشاركة حماس في تشكيل الحكومة بغزة ticker بالاسماء .. أمانة عمّان تُنذر 19 موظفًا بالفصل ticker بالاسماء .. وزارة التنمية تحل 41 جمعية ticker النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الأردن للعام المقبل إلى 3% ticker الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار ticker الأردن .. الأهلي يرفض المشاركة في دوري السلة ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا في تسعيرة ثالثة .. وغرام عيار 21 بـ 86.5 دينارًا ticker اتحاد المزارعين الأردنيين : لامبرر لاستيراد الزيت

حَلبّ .. النصرُ الوهم

{title}
هوا الأردن - محمود ابو هلال

أي نصرٍ هذا الذي تختالُ به في حلبّ؟ وكيفَ صنعتَ مِن أشلاءِ الأطفال إكليلٍ غارٍ لنصرٍ مُقزز؟. 

يا حسين...يا زينب...أي هتاف هذا الذي ترددون على جُثثِ الموتى؟!. 

حسينُ...طفلٌ تحتَ الأنقاضِ قضى وهو يبحثُ عن شربةِ ماءٍ، تماماً كما عطشُ الحسين قبل أن يُجاب برأسهِ الفيافي ويرويها مِن دمهِ الجواد. 

وزينب قَضت...بل كلُّ الزَّيانِبِ قَضَينَ بقذيفةِ غدرٍ مِن قاتليكَ النائحينَ، الجالدينَ ظهورهم فمهلّلين، الراقدينَ على حصيّ المَكر فمخادعين. 

في هذهِ الأيام...أتمّ الصمتُ الكوني المذبحة الكُبرى في حلبّ، و أُعلِنَ عن موتِ طيورٍ لم تهاجر مع تلك الموسميّة التي تترحّل بحثاً عن الماءِ و عن موطنٍ لأعشاشِ التزاوجِ بلا مصائد و عن سماواتٍ للتحليق عالياً حيث لا براميل و لا قذائف. 

أدَخَلتَ حلبّ؟...لا؛ لن تجدَ أحداً لتقتله، لقد كانوا هنا مُجتمعينَ منذُ أسابيع، قبل أنْ يُصّبحوا نقشاً في ذاكرةِ البيوتِ و الجدران و بقايا صورٍ و أطياف. 

سَنكتب عن نصركَ المؤزر و عن الذينَ ما تركوا أرضهم رَفَة جفن، فَعُجنوا مع أديمها وأصّبحت دِماؤهم انعكاساً لقانِ تُرابها، في صورةٍ مصقولة برغمِ ما فيها مِن وجع. 

عن زنابقٍ قُصفت فسَقطت بكبرياءِ الرافضينَ للانحناءِ في تناقضٍ مُرعبٍ للفصول. 

عن أولئكَ الذين انفجرَ الصمتُ المعتق في صدورهم، فهوت أشلاؤهم في العتمةِ وتواروا تحتَ أنقاض المباني إلا مِن يدٍ ممدودةٍ للسماء. 

عن أولئكَ الذين غابوا و توغلّوا في باطنِ الأرض ساعةَ النّدى تحت شظايا مزقتهم، أو مَن ألّقى بهم سؤالُ الحريةِ في السجنِ، لأنهم أرادوا أن يعرفوا أكثرَ مما قُسِم لهم مِن معرفةٍ، أو مَن وزعّهم طلبُ العدالة على الجبهاتِ ليدركوا أعمقَ مِمّا أدركوا. 

عن أولئك الذين مَرَّ الرصاصُ مِن أجسادهم حينَ ثبتوا وحيدينَ ينظرونَ كيفَ ينهالُ رماد الموتى بصمت. و أولئك الذينَ نزحوا عكس اتجاه القصف و لا يعرفونَ إلى أين يتجه بهم عقرب الزمن؛ حينَ مَرّوا مِن شارعٍ باتجاهِ المقبرة...اعتقدوا أن الشارع آمناً كونه بعيد عن القصفِ و قريب مِن دفءِ اللحد. 

نكتب عنْ أطفالٍ ثلاث، داهمهم البرد فتجمعوا في كهفٍ حول علبة نارٍ صَدأة، وأشعلوا فيها النار فاختنقوا. 

لم نتلوا بيان النعي بعد، فما زال ظلٌ لزيتونةٍ حُرقت ولم يسقط. و الصلواتُ ما زالت تقام في الجامعِ الذي بترت مئذنته، في ما أوت إلى الله كلّ العصافير التي كانت تعشعش في ثقوبها. 

لقد أعادوا تعريف الموت بأنه مُجرد وقت مستقطع، و سيعودون مع خيط الضوء و سيخرج مَن في الكهفِ برائحةٍ مِسكية تنعشُ الفجر. 

سيعودون؛ مِن بينِ رُكام الأمنياتِ و البيوتِ، و مِن تحتِ ثلجِ العمر المنثور كنجوم الشتاء فوق الغيم. و سَيتجلط الدم النازف على وجهِ المشهد و تتقادح النجوم و يرشح مِنها على الأرضِ ماء. و ينبتُ الزهرُ مِن الجراحِ كولادةِ أي مخلوق. 

و سَتَتَسلل أناتُ الجرحى ودعواتُ الثكالى كالسُمِ في بلعومكَ بعد أن يلتف الوادي حولَ عنقكَ ورفاقكَ القتلة. 

إذ ذاك...ستصّرُخ ولن يُسمعَ صَوتك.

تابعوا هوا الأردن على