آخر الأخبار
ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق ticker الصبيحي: 2.23 مليار دينار إيرادات الضمان التأمينية لسنة 2023 ticker الحكومة تقر مشروع موازنة 2025 بنفقات إجمالية 12.5 مليار دينار

حَلبّ .. النصرُ الوهم

{title}
هوا الأردن - محمود ابو هلال

أي نصرٍ هذا الذي تختالُ به في حلبّ؟ وكيفَ صنعتَ مِن أشلاءِ الأطفال إكليلٍ غارٍ لنصرٍ مُقزز؟. 

يا حسين...يا زينب...أي هتاف هذا الذي ترددون على جُثثِ الموتى؟!. 

حسينُ...طفلٌ تحتَ الأنقاضِ قضى وهو يبحثُ عن شربةِ ماءٍ، تماماً كما عطشُ الحسين قبل أن يُجاب برأسهِ الفيافي ويرويها مِن دمهِ الجواد. 

وزينب قَضت...بل كلُّ الزَّيانِبِ قَضَينَ بقذيفةِ غدرٍ مِن قاتليكَ النائحينَ، الجالدينَ ظهورهم فمهلّلين، الراقدينَ على حصيّ المَكر فمخادعين. 

في هذهِ الأيام...أتمّ الصمتُ الكوني المذبحة الكُبرى في حلبّ، و أُعلِنَ عن موتِ طيورٍ لم تهاجر مع تلك الموسميّة التي تترحّل بحثاً عن الماءِ و عن موطنٍ لأعشاشِ التزاوجِ بلا مصائد و عن سماواتٍ للتحليق عالياً حيث لا براميل و لا قذائف. 

أدَخَلتَ حلبّ؟...لا؛ لن تجدَ أحداً لتقتله، لقد كانوا هنا مُجتمعينَ منذُ أسابيع، قبل أنْ يُصّبحوا نقشاً في ذاكرةِ البيوتِ و الجدران و بقايا صورٍ و أطياف. 

سَنكتب عن نصركَ المؤزر و عن الذينَ ما تركوا أرضهم رَفَة جفن، فَعُجنوا مع أديمها وأصّبحت دِماؤهم انعكاساً لقانِ تُرابها، في صورةٍ مصقولة برغمِ ما فيها مِن وجع. 

عن زنابقٍ قُصفت فسَقطت بكبرياءِ الرافضينَ للانحناءِ في تناقضٍ مُرعبٍ للفصول. 

عن أولئكَ الذين انفجرَ الصمتُ المعتق في صدورهم، فهوت أشلاؤهم في العتمةِ وتواروا تحتَ أنقاض المباني إلا مِن يدٍ ممدودةٍ للسماء. 

عن أولئكَ الذين غابوا و توغلّوا في باطنِ الأرض ساعةَ النّدى تحت شظايا مزقتهم، أو مَن ألّقى بهم سؤالُ الحريةِ في السجنِ، لأنهم أرادوا أن يعرفوا أكثرَ مما قُسِم لهم مِن معرفةٍ، أو مَن وزعّهم طلبُ العدالة على الجبهاتِ ليدركوا أعمقَ مِمّا أدركوا. 

عن أولئك الذين مَرَّ الرصاصُ مِن أجسادهم حينَ ثبتوا وحيدينَ ينظرونَ كيفَ ينهالُ رماد الموتى بصمت. و أولئك الذينَ نزحوا عكس اتجاه القصف و لا يعرفونَ إلى أين يتجه بهم عقرب الزمن؛ حينَ مَرّوا مِن شارعٍ باتجاهِ المقبرة...اعتقدوا أن الشارع آمناً كونه بعيد عن القصفِ و قريب مِن دفءِ اللحد. 

نكتب عنْ أطفالٍ ثلاث، داهمهم البرد فتجمعوا في كهفٍ حول علبة نارٍ صَدأة، وأشعلوا فيها النار فاختنقوا. 

لم نتلوا بيان النعي بعد، فما زال ظلٌ لزيتونةٍ حُرقت ولم يسقط. و الصلواتُ ما زالت تقام في الجامعِ الذي بترت مئذنته، في ما أوت إلى الله كلّ العصافير التي كانت تعشعش في ثقوبها. 

لقد أعادوا تعريف الموت بأنه مُجرد وقت مستقطع، و سيعودون مع خيط الضوء و سيخرج مَن في الكهفِ برائحةٍ مِسكية تنعشُ الفجر. 

سيعودون؛ مِن بينِ رُكام الأمنياتِ و البيوتِ، و مِن تحتِ ثلجِ العمر المنثور كنجوم الشتاء فوق الغيم. و سَيتجلط الدم النازف على وجهِ المشهد و تتقادح النجوم و يرشح مِنها على الأرضِ ماء. و ينبتُ الزهرُ مِن الجراحِ كولادةِ أي مخلوق. 

و سَتَتَسلل أناتُ الجرحى ودعواتُ الثكالى كالسُمِ في بلعومكَ بعد أن يلتف الوادي حولَ عنقكَ ورفاقكَ القتلة. 

إذ ذاك...ستصّرُخ ولن يُسمعَ صَوتك.

تابعوا هوا الأردن على