الاستقواء على الوطن
الاصل في النفس البشرية هو الفطرة، والفطرة أساسها الخير، أما الشر والأذى فهما نزعة مكتسبة قد لا يخلو معظمنا منها، إلا من رحم الله، وأبشع صورها هو الاستقواء على الوطن بشتى صور ومراتب الاستقواء، وأدناها تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، واستغلال المسؤول لمنصبه وفقدان مصداقيته، وأعظمها هو في إثارة الفتن واختلاق المشاكل والاستعانة بالغريب ضد مصلحة البلد.
إن أمن الوطن واستقراره ليسا خياراً نأخذ به أو نتركه، وإنما هما حتمية مقضية ومُسلّم بها، وعلى الجميع الخضوع لها والعمل بها ومن أجلها، حكاماً ومحكومين، مسؤولين ومواطنين، فجميعنا تحت سقف هذا الوطن ورهن قدسيته، وأن البعد كل البعد عن كل ما فيه تهديد لأمنه وزعزعة لاستقراره يكون غاية مقدسة، والحذر كل الحذر من القفز فوق حدود حواجز المسؤولية لأي غاية سوى المصلحة العليا للوطن، بغض النظر عن منزلة الفرد أو حيثيته أو درجة مصلحته، فلا مكسب ولا مصلحة ترتجى إذا خسرنا الوطن وأضعنا أمننا وأماننا فيه، فالأردن يجب أن يبقى دائماً وأبداً، أعلى وأجلّ من كل منصب ومنفعة، وأغلى وأثمن من أي حسرة على خسارة لصفقة أو ضياع لمكسب أو مناقصة أو منصب.
لذا حريّ بنا نحن أبناء هذا الوطن أن نكون مع الوطن في الشدة قبل الرخاء دون انتظار المقابل وأن نحترم سيادة القانون والدستور نعي ما علينا من واجبات قبل أن نطالب بالحقوق،نقف صفا واحدا في خندق الوطن ونصمّ الأذن عن الأكاذيب والشائعات التي تحاول أن تفتك وحدتنا وتخترق صفوفنا ،نؤمن بالوسطية والاعتدال وننبذ الفكر المتطرف بكل أشكاله فديننا الحنيف هو دين الوسطية ودين الأخلاق السمحة ودين المعاملة.
أحبائي:إنّ حب الوطن من الإيمان فكم بيعت في سبيله النفوس وكم رخصت دونه أرواح!فسعادة الإنسان من سعادة الوطن. حمى الله الأردن وأبناءه المخلصين من كل سوء
ا.د.اخليف يوسف الطراونه