أحداث الكرك .. وراء الأكمة ما وراءها!!
هوا الأردن - الدكتور رضا البطوش
هوا الأردن - كتب الدكتور رضا البطوش
رحم الله شهداءنا الأبرار اينما سقطوا فهم احياء عند ربهم يرزقون، كوكبة ارتقت في الكرك لتضيء سماء الوطن الحبيب عندما حل ظلام القهر والإضطهاد بجوارنا الحبيب، وترشد من تاه الطريق وفقد الإتجاه بين ظهرانينا وتنذر بخطر داهم هم استشعروه قبلنا واندفعوا نحو الشهادة لكي نستيقظ من سباتنا وكأنهم يقولونها صراحة دون مواربة أن توقفوا عن اللوم والبحث عن الأخطاء وتحليل المشهد لقد سبقناكم في استشعار الخطر الداهم ورأيناه بأعيننا واندفعنا بغريزتنا المحبة للوطن وقيادته وقدمنا ارواحنا لكي تستفيقوا.
وكأني بهم يقولون إن إدارة التوحش يا قوم هي جزء من الفوضى الخلاقة التي حيكت بظلام ولسنا بمنأى عنها ، فالخصم يحاول ان يجد نقاط اتصال له ليربط اجزاءه المنعزله ببعضها البعض وما احداث الكرك إلا بداية لمخطط إجرامي اكبر يهدف إلى محاولة الربط مع ولاية داعش في سيناء، في الوقت الذي يقترب فيه التهديد الصاعد من حدودنا الشمالية والشرقية، أي بما معناه إحكام فكي الكماشة بهدف النيل من وطننا الحبيب.
التساؤل الذي اطرحه، والهاجس هو امننا الوطني، ماذا انتم فاعلون وأعني شعبنا الأردني الطيب ومؤسساتنا الوطنية بعد ان كفّركم التنظيم المجرم في اصداراتة وأحل دماءكم واموالكم وسبي نساءكم وذراريكم بعيد تكفير منتسبي قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية؟ ماذا تبقى ؟ الإستراتيجيات وضعت وما يجري هو التنفيذ، وما أحداث الكرك إلا جزء من الخطة التنفيذية التي وضعت، الأردن بالنسبة لهم يا قوم دار حرب لا دار سلام، ولكم أن تأخذوا العبرة مما حصل ويحصل في جوارنا الحزين وهو أكبر شاهد على ما نقول.
ما هو السبيل إلى النجاة والخروج بوطننا الحبيب إلى بر الأمان ؟
أولاً: المواطن جزء رئيس في مكون أمننا الوطني. كيف لنا أن نؤطر دوره في منظومة أمننا الوطني، على مستوى المواطن وعلى مستوى مجتمعاتنا المحلية؟ وكيف لنا أن نؤطر لبناء قدرات تكيف استراتيجي يكون المواطن ومجتمعاتنا المحلية جزء لا يتجزء منها؟ على ان يبدأ التنفيذ فوراً فنحن لا نمتلك ترف الوقت.
ثانياً: مؤسساتنا الوطنية هي مؤسسات كان الهدف من انشاءها تقديم الخدمة لمن لهم المصلحة في انشائها واهمهم على الإطلاق المواطن الأردني، فكفاءة الخدمة التي تقدمها هي متطلب رئيس للحفاظ على مستوى عال من الرضى تجاه الأداء لمؤسساتنا الوطنية، فعلية لا بد من بناء قدرات تكيف إستراتيجي في هذه المؤسسات تستطيع من خلالها مواجهة العوامل والقوى المختلفة في بيئتها الإستراتيجية، متخذة اسلوب التغيير المتدرج سبيلاً لتطورها، والأهم من هذا كله إختيار إداراتها العليا ممن ينطبق عليهم مفهوم الأكثر كفاءة وأقل مطواعية للفساد ضمن توابت الدولة الأردنية التي نتفق عليها جميعاً وهي قيادتنا الهاشمية الملهمة ووطننا الحبيب اللذان تفتديهما المهج والأرواح.
ثالثاً: توظيف عناصر القوة في الدولة مجتمعة (السياسية، العسكرية، الإقتصادية والمعلوماتية) لمواجهة ما يهدد أمننا الوطني في سياق تخطيط استراتيجي محكم ومتناغم على أن تقوم به عقول نيرة تترفع عن ذاتها وتؤثر مصلحة الوطن على مصالحها الشخصية الضيقة فالباقي هو الوطن وقيادته الهاشمية العظيمة.
رابعاً: الوحدة الوطنية ونسيجنا الوطني رابط مقدس للبقاء وبعكس ذلك سينجح الدواعش ومن هم على شاكلتهم في إختراق منظومة أمننا الوطني وستعم الفوضى لتنجح اهداف الفوضى الخلاقة في إدارة التوحش.