آخر الأخبار
ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن ticker تخصيص 350 ألف دينار لتنفيذ مشروع النُّزُل البيئي في محمية اليرموك ticker الموافقة على اتفاقية مشروع تعزيز النظام البيئي في حسينية معان ticker بالصور .. المحكمة الدستورية تضيء مبناها بيوم العلم ticker توقيف لبنان لأعضاء في حماس .. هل له ارتباط بملف الأردن ؟ ticker إنزلاق مؤشرات الأسهم الأميركية بشكل كبير

فارس القدس فادي قنبر!

{title}
هوا الأردن - حلمي الاسمر

ثمة صور في عملية القدس ظلت تدور في رأسي، وبقيت أدور معها حيث تدور، الصورة الأولى، لفادي قنبر وهو يمتطي حصانا، في صورة ملهمة، فيما تبدو القدس في الخلفية، الصورة تحملك إلى أفق بعيد، ففيها فروسية وشموخ، ووعود كثيرة كانت تختبىء في رأس الشاب، ربما هو لم يدركها لحظة التقاطه للصورة!
الصورة الثانية، تلك النظرات المريعة التي ارتسمت في عيون أطفاله الثلاثة، بعد أن حول جنود الاحتلال البيت إلى جحيم، وكأني بهم «يتمرجلون» على أسرة الفارس، بعد أن أصاب منهم مقتلا، و»جرح» كبرياءهم الزائف، أقول أنه زائف، لأنه كبرياء مدجج بالقوة ومسلح بالتواطؤ، ومرعي دوليا، هو باختصار كبرياء جيش قوي لديه من أدوات القوة ما ليس لدى عشرات الجيوش في العالم، يحتل شعبا أعزل من السلاح، خضع لسنوات طويلة لمحاولات سحق ومحو لكل مقدراته، ولكنه بقي حيا شامخا، شموخ جبل المكبر، وشموخ فارسه فادي!
ليس بعيدا عن تلك الصورة، تبدو لي صورة جعجعات الصهاينة التي تتحدث عن «ردع» الفلسطينيين عن الاستمرار في مقاومة الاحتلال بكل الطرق الممكنة، فور وقع العملية، اجتمع مجلس وزرائهم المصغر على نحو مسرحي، ليقول لجمهوره أنه يأخذ الأمر «على محمل الجد» وأنه غير مقصر، واتخذ عدة قرارات «اعتيادية» في مثل هذا الأمر: هدم بيت المنفذ، إلغاء أي معاملات لأسرته، صاحب القرار فيها الاحتلال، واعتقال وتعذيب أقاربه، وفرض «طوق أمني» على الحي الذي يسكنه، بل القرية كلها، وطبعا يرافق الإعلان عن هذه الإجراءات جملة اعتيادية تقول أن هناك إجراءات أخرى سرية، سيصار إلى تنفيذها لمنع تكرار هذه العملية، و»ردع!» الفلسطينيين الكاذب عن القيام بعمليات أخرى، الإضافة «النوعية» هنا قرار مجلس وزرائهم بمعاقبة كل من يبدي الفرح بالعملية(!) وهو قرار مضحك ومفلس على نحو فاحش، وزيادة في «مسرحة» المشهد، يخف نتنياهو ووزير حربه لزيارة مسرح العملية ويلقي هناك بتصريح سخيف، سخر منه المعلقون والكتاب اليهود قبل غيرهم، وهو أن فادي من «داعش!» وهو تصريح مفلس يستمد دلالته من التشابه بين عملية فادي وعمليتين في فرنسا وألمانيا استخدمت فيهما شاحنة أداة للقتل، علما بأن عمليات الدهس الفلسطينية كما يعلم الجميع كانت سابقة على عمليتي ألمانيا وفرنسا بكثير، تصريح نتنياهو الغبي كان يهدف لحرف الاهتمام عن دوافع عمليات المقاومة الفلسطينية، وتلطيخها بسواد داعش وإجرامه، فالقتل في القدس ضد جنود احتلال يروعون الفلسطيني ليل نهار، وهم قتلة ومجرمون بمعنى الكلمة، وأيديهم على الزناد، ويندر أن يمر يوم دون أن يريقوا دم أحد أبناء الشعب الفلسطيني، بزعم الاشتباه أو الادعاء بأنه كان سيقوم بعملية طعن، فيكفي أن يمد الفلسطيني المار قرب جنود الاحتلال يده إلى جيبه أو شنطته، ليرد على هاتفه الخلوي، كي يكون هدفا «مشروعا!» للتصفية بمنتهى الوحشية، فكيف يقارن هذا النتنياهو بين جمهور محتفل مدني بعيد الميلاد، وبين جنود احتلال جاءوا لقتل شعب وقهره ومحاولات إخضاعه؟
الصورة التالية، صورة الجنود المثقلين بالسلاح وهم يفرون من فادي وشاحنته، مما أعطاه الفرصة للاستدارة ومواصلة دهس من لم يظفر بهم في هجمته الأولى، وهو مشهد تكرر كثيرا من قبل، (عملية بئر السبع مثلا) فهي ليست المرة الأولى التي يفر فيها جنودهم، وقد رأينا صورا لهم وهم يبولون في ملابسهم أيام العدوان على غزة، فهم لا يقاتلون إلى من وراء جدر، وقلاع، ولو حيل بين أبناء الشعب الفلسطيني والعربي وبين مواجهة هؤلاء الجنود، لتحررت فلسطين منذ زمن بعيد، فمن يحمي مشروع الاحتلال الصهيوني ليس هؤلاء الجنود المرفهين، الذين تتوافر لهم كل أسباب القوة والجبروت، ومع هذا يفرون، بل ذلك الدعم غير المحدود من العالم كله لمشروع قهر فلسطين والأمة كلها، كما نعرف جميعا!
الصورة الأخيرة، تستلهم تأثيرها من «جبل المكبر» حيث مسرح العملية، وحيث كبر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حينما اكتحلت عيناه برؤية القدس، بعد أن جاءها هو وخادمه من المدينة المنورة، لتسلم مفاتيحها من البطريرك صفرونيوس، عقب تحريرها من احتلال جنود بيزنطة، ومنذ ذلك اليوم صارت المنطقة تسمى جبل المكبر، ولعلها بشرى لقرب انطلاق صيحات التكبير، والتحرير!

تابعوا هوا الأردن على