نحن الوطن
في كل خطاب لجلالة الملك عبد الله الثاني يقدم توجيهاته بضرورة توفير حياة كريمة ورسم مستقبل واعد للأردنيين مؤكداً جلالته أن المواطن الأردني أولوية والأرتقاء بمستوى معيشته وتحسين نوعية الخدمات المقدمة له ضرورة.
لقد كان جوهر جميع الأنشطة والخطابات الملكية التأكيد على التخفيف من معاناة المواطن في مختلف الظروف. ومن منطلق إيمان عميق بأن كلمة الوطن غالية عالية في قلب كل مواطن أردني أتقن الشعب الأردني معنى الاعتزاز بالوطن مع إيمان عميق بأهمية الكرامة الانسانية والعزة موقنين أن الانسان أغلى كنوز هذا الوطن كيف لا ونحن الوطن.
أن الظروف السياسية الصعبة المحيطة بمنطقة الشرق الاوسط ألقت بضلالها على الاردن مما أثر على الوضع السياسي والمالي وأضطر الحكومة لإخذ سلسلة من القرارات يمكن ان توصف بأنها سريعة ولن يستطيع المواطن تبريرها وخصوصاً في ظل التدني والتناقص الذي لحق بالمستوى المعيشي له. لقد تراكمت الألتزامات المالية على الكثير من العائلات ذوات الدخل المحدود مما جعل أي زيادة على الأسعارهي بمثابة عبء أضافي حتماً سيواجه بكل أشكال عدم الرضا فما بال أذا تزامن ذلك مع ناشطي المواقع الاجتماعية الذين يقومون بشحن وتعميق الضيق لدى المواطن مما يزيد الأمر سوءاً.
الظروف حتماً صعبة لا بل قاسية والتحول نحو ترشيد الاستهلاك وضبط النفقات لم يعد بديلاً أختيارياً بل بات حتمياً ومفروضاً على الجميع. لكن علينا ادراك أن هناك أوضاعاً شحنها يؤدى الى الأنفجار وقد يخلق بجانب الازمة المالية والاقتصادية أزمات اجتماعية ونفسية لدى المواطن.
في حقيقة الامر مهما كانت الظروف صعبة لابد من التأكيد على ضرورة حماية المواطن ذو الدخل المحدود والمتوسط. لقد تميز الشعب الأردني بأنه شعب واع ونسبة المتعلمين فيه مرتفعة مما يؤهل ويمكن من تفويض وتخويل ذو الحكمة والاختصاص من التعبير عن مطالب هذا الشعب بديمقراطية ووفق اصول ممنهجة تعي وتدرك قيمة تراب الوطن أخذين عبرة مما جرى في الدول المجاورة. أن الهدوء والأبتعاد عن ما يبثه بعض للمغرضين في مواقع التواصل الاجتماعي لهو بمنتهى الأهمية فكل الأمور يمكن التعامل معها وإيجاد حلول لها بالمنطق السليم.
على مجلس النواب أن يقوم بدوره في إيصال صوت المواطن بطريقة موضوعية وهادئة بعيداً عن الانفعالات الشديدة والتي في كثير من الاحيان تضيع أهمية الكثير من القضايا، لا مجال لتسجيل مواقف وأن حملت في طياتها نوايا حسنة لكن الاسلوب الخشن يفقدها قيمتها الغالية.
أن الهدوء والحكمة وضبط النفس هو ما تحتاجه هذه المرحلة ليتمكن ذو الاختصاص والحكمة من عصف الذهن لإيجاد حلول خلاقة لمواجهة الازمات المالية والاقتصادية ولتخفيف عبئها على المواطن الاردني.
الأردن بلد الأمن والطمأنينة فلنتق الله بالوطن وفي أنفسنا وفي أبنائنا حمى الله الاردن قيادة وشعباً وأرضاً.
A_altaher68@hotmail.com