لقاء الملك
إن اللقاء الملكي برؤساء الكتل ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ما كان الا للإعلان عن أن هتافات الشارع بإسقاط الحكومة هي هتافات لا تتناسب مع الظرف الإقليمي والدولي والمحلي.
فالأردن يستعد لعقد القمة العربية التي تأتي في ظروف غاية في السوء ! وهي ظروف لا تساعد على الإنجاز وفق وجهة نظر ، بينما هناك وجهة نظر تقول إن حالة الدمار سيظهر فيها أي إنجاز مهما صغر .
وبالتالي فإذا أراد الأردن إنجاح القمة عبر أي إنجاز فليس لديه وقت لأية تغييرات على حكومة لم يمض على وجودها سوى بضعة أشهر تخللها تعديلان حكوميان بدون لون ولا طعم لكنها حقن المورفين الذي عودتنا عليه الحكومات لإعلان استمرارها في السلطة كلما أصابها الصدأ فالحل بوضع المشكلة في بعض الوزراء الذين يتم إخراجهم بالتعديل !!!
الظرف الآخر هو الملفان السوري والعراقي اللذان لا يدري الأردن أين سيستقران وبخاصة مع مجيء ترامب الذي يتحدث عن مناطق آمنة في شمال وجنوب سوريا وعليه فالأردن مطالب بدور يؤمن به لحماية أرضه من الإرهابيين ليكون شريكا في صناعة السلام في سوريا المهمة لاقتصاده وأمنه وهي فرصة للتقارب مع النظام السوري اذا قررت الدول الكبرى بقاءه لحين قادم.
ولعل الملف الملح على الأردن هو الملف الفلسطيني حيث بدأت إدارة ترامب المنحازة بوضوح لإسرائيل، تجس النبض في مشروع سلام يقبله الصهاينة والمعنيون ومنهم الأردن . فهل يكون الحل قد اقترب أجله ؟ هذه الملفات الكبيرة هي التي دفعت الملك ليقول للنواب تعاونوا مع الحكومة ، وليقول للشارع الذي وصل صوته للملك انتظروا الوقت المناسب، فأنا أعرف ان الحكومة القوية لا تحتاج لمن يدافع عنها أو يحميها ، فسياستها هي التي تجعلها قريبة من الناس ، لكن الظرف يقتضي من الجميع الانتظار ولو لبضعة أشهر . الأمر المهم هو هل يتقبل الناس هذا الانتظار أم لهم رأي يقول إن الحكومة القوية والسياسية والشعبية هي القادرة على إسناد الملك في كل هذه الملفات.
فالملك بحاجة لمن يحمل معه لا من يكون عبئا عليه.