اتضح لي ان ارقامي غير صحيحة ولا وجود لها
عاصفة الجدل التي اُطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الاسبوع الماضي بعد مقابلة تلفزيونية معي كانت تحت عنوان السياسة النقدية إثر رفع البنك المركزي الاردني اسعار الفائدة الاساسية على ادوات الدينار تم تحميلها الكثير.. وخلال حوار ردا على رفع الاسعار بما فيها المحروقات تم استخدام ارقام تقديرية لمستورداتنا من النفط والمنتجات البترولية الجاهزة اتضح ان الارقام غير صحيحة ولا وجود لها، وان التفاعل الجنوني على مواقع التواصل الاجتماعي، والردود جاءت كمن يصب الزيت على النار ليزيدها اشتعالا..وهنا ما صدر عني مجرد اجتهاد رقمي غير صحيح لايستند الى معلومات رسمية من مصادر مختصة واقرب للهفوة.
هذه العاصفة الاعلامية التي شارك فيها كل على هواه اغرت البعض على تقديم ارقام غير منطقية حول الايرادات الرسمية، وليس من الممكن لعاقل أن يصدق أن إيرادات الحكومة من عائدات النفط تساوي 4 مليارات... وهنا اشعر بأن محاولات تسويق سياسة لاتخدم الوطن والمواطنين والدولة الاردنية التي ندافع عنها ليس بالمال فقط وانما بالنفس والارواح حتى يبقى الاردن مصانا عزيزا حادت عن الصواب، لذلك نؤكد للقاصى والداني ان الوطن هو الاغلى من كل شيء في هذه الحياة الفانية، لذلك ان التوضيح المنصف دائما ضروري لإزالة اي لبس يبرز في خضم الحياة، وان الافصاح والمكاشفة بعدالة هو اولى بجسر اية فجوة قد تواجه مسيرتنا.
الاردن كان ولا يزال وسيبقى عصيا على اي كان، فمسيرة الدولة الاردنية الحديثة منذ تسعة عقود ونيف حفلت بالتحديات والصعوبات، وكان رائد الاردنيين بقيادة تتمتع بحنكة وقدرة على تجاوز المحن والخروج اقوى واصلب عودا، واي مراقب محايد ومنصف يستطع القول بثقة إن الاردن استقطع ازمات النظام العربي من اقتتال وسفك الدماء في عدد من عواصم القرار العربي، واصبحت مخاوف الانزلاق الى الفوضي خلفنا.
الدولة الاردنية ليست محطة لبيع الوقود او «سوبر ماركت» اقيمت على طريق دولي باتجاه واحد من يدخل اليها لايعود اليها مرة اخرى، فالاردن دولة القانون والمؤسسات فهي راسخة منذ عقود وقرون وكان مستقراً للإنسان ومعبراً لما قبله وما يليه من حضارات أقامها الإنسان القديم، ووجد المسافر طريقه إلى الجزيرة العربية، وفي الشمال ساعد على تسهيل المرور إلى سورية، فجعل كل ذلك من الأردن نقطة وصل مهمة بين أقاليم المنطقة، ارض الاردن شهدت فترة العصر الحجري القديم 90 ألف سنة قبل الميلاد، كما لاتزال آثار الحضارة الإسلامية ظاهرة للعيان، وعاشت ممالك كبرى على أرض الاردن منها مملكة الأنباط التي كانت عاصمتها البتراء، المؤابيون، الأدوميون، البيزنطيون، والرومان.
مرة اخرى ان الارقام التي وردت في المقابلة التلفزيونية يعوزها الدقة والصواب .