هواجس أردنية تسبق قمة البحر الميت
هوا الأردن - بسام بدارين
رغم اقتراب ساعة الصفر، ووصول ترتيبات القمة العربية التي تعقد في البحر الميت إلى مرحلة متقدمة لا زالت أجندة هذا اللقاء العربي المهم والاستثنائي غامضة أو بمعنى آخر غير متفق عليها وتملأها الهواجس وفقاً لما قدره رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بعد نقاش حيوي في القصر الملكي الأردني شارك فيه مع آخرين.
اتصالات وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي متواصلة نحو ترتيب توافقات تناسب تحديات المرحلة .
قبل ذلك تشهد أروقة الديوان الملكي نشاطاً وحراكاً دبلوماسياً على مختلف الأصعدة.
الملك عبدالله الثاني التقى ظهر الأحد وفداً يمثل مجلس العلاقات الخارجية العربية برئاسة البرلماني الكويتي محمد جاسم الصقر، ووجود الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى وحضر علاوي إضافة للسياسي الأردني المخضرم طاهر المصري كما حضر رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز طراونة والمنسق منار الدباس.
تقبل الملك من الوفد مذكرة مكتوبة تتحدث عن الواقع العربي الراهن وتقترح بعض المعالجات .
إحدى أهم الأفكار في المذكرة كما أبلغ الصقر شخصياً واحدة تتحدث عن مصلحة النظام العربي الرسمي بإقامة جسور حوارات إقليمية فعالة مع أطراف أساسية اليوم في المعادلة الإقليمية مثل تركيا وإيران.
الفكرة كانت استماع صاحب القرار المرجعي في الأردن بصفته رئيساً للقمة العربية الآن لمجموعة من الخبراء العرب، الأمر الذي انتهى عملياً بنقاشات حيوية في تشخيص الواقع العربي عموماً، وترسيم الحدود التي يمكن لقمة البحر الميت مواجهتها أو معالجتها.
فيما تعلق بالحوار مع إيران وتركيا بدا واضحاً أن الأردن مؤمن وغير متحمس في الوقت نفسه خشية أن يؤثر طرح مثل هذا الموضوع الإشكالي على أجندة قمة البحر الميت ويؤدي لخلافات وتجاذبات من النوع العصي على الاحـتواء.
فكرة عمان التي سمعها الضيوف العرب عموماً تقضي بأن الأشقاء في دول الخليج حساسون تجاه بعض القضايا ورئاسة الأردن للقمة العربية ينبغي لها أن تدرك هذه الحساسية وتحترم إرادة الدول الشقيقة خصوصاً وأن هوامش رئاسة القمة لا تسمح بتمرير أجندات أو التركيز على مسائل وملفات يمكن أن تثير خلافات.
يفهم من الكلام أن عمان وهي تستضيف القمة متوجسة من إثارة حساسيات يمكنها أن تخرج الإجماع العربي عن سكته إذا ما سمحت بإثارة موضوعات خلافية قد يكون فتح حوار مع إيران من بينها خصوصاً، وأن منظومة مجلس التعاون الخليجي التي لا تنجح القمة بدونها يتباين موقفها من مسألة مثل الحوار مع إيران أو على الأقل لا تتميز بموقف موحد، حيث توجد مبادرات سابقة من الكويت وسلطنة عمان لم تكتمل والأردن متوجـس من المحـاولة.
الحراك الأردني بدا نشطاً جداً خلال الأيام القليلة التي تسبق القمة العربية حيث عقدت اجتماعات تحضيرية في القاهرة من الواضح انها انتهت بـ «فيتو سعودي وخليجي» يقمع اي أفكار حول اتخاذ موقف أو تموضع جديد بشأن المقعد السوري على مستوى الجامعة العربية.
خلافاً لما هو شائع على مستوى التكهنات الصحافية لم تبحث بصورة محددة آلية تتعلق بدعوة النظام السوري لحضور قمة البحر الميت.
وما بحث بصورة أدق بضغط مصري وجزائري هو إجراء مناقشات تحت بند الواقع الجديد في الملف السوري ووضع ملف «تمـثيل سـوريا» علـى برنامـج عمل قـمة البـحر المـيت.
بعد النقاشات رفض الجانب السعودي على أساس أن الحاجة ملحة لتبلور الواقع الجديد أولاً قبل الخوض في المسألة نفسها وعملياً فهم الطرف الداعي لتحسين وضعية المقعد السوري في مؤسسة الجامعة بأن المقترح خلافي بامتياز وأن قمة البحر الميت ستتعطل إذا ما بحثت فعلاً أي خطوة عملية باتجاه منح نظام بشار الأسد ما يصفه عادل الجبير وزير الخارجية السعودي بمكافأة مجانية.
هنا حصرياً تدخل المضيف الأردني لتنحية الملف على مستوى التحضير، واستبعاده مقترحاً ترك المقعد السوري فارغاً وسط معادلة لا تقبل بالتوازي ما حصل في قمم عربية أخرى، حيث دعيت المعارضة السورية لتمثيل المقعد السوري وهو خيار يرفضه الأردن.