كفوا عنا جشاءكم
ما بين الفينة واختها نقرأ ونسمع أحيانا شيئا نقديا شخصيا غير واقعي عن مدير مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الجديد “فراس نصير ” والذي لم يمض على تعيينه رسميا سوى أقل من ثلاثة أشهر فما هي القصة ؟
القصة سيداتي سادتي أننا كنا وما زلنا نسمع من المدراء سواء الحاليين أوالسابقين في اغلب مؤسسات الدولة عن خطط وتوجيهات وتوجهات واجتماعات سيتمخض عنها قرارات تعالج الترهل وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتعد بتحسن اوضاع الموظفين وصيانة وترميم ما تحتاجه المؤسسة ، وكان لمؤسستنا ” مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ” النصيب الأوفر لمثل هذه التصريحات والأمنيات ومنذ عام 2008 وحتى نهاية عام 2016 لم نلحظ غير الوعود و الأمنيات ولم نسمع طوال هذه السنوات رغم التقصير الواضح فيها اي نقد او توجيه من اي شخص الا اللهم ما كان يصدرمن بعض الجهات مرة من هاهنا او هناك أومن بعض الموظفين او المحسوبين عليهم من الصحفيين خارج المؤسسة او داخلها وبعض المواقع التي تتحرك باشارتهم مقابل لقاء تلفزيوني او اثيري على الهواء وللاسف ما كان نقدهم الا بسبب اصطدامات شخصية بالادارات السابقة لامور شخصية او مالية او مناصبية محضة ،او تعارض في المصالح لا غير ، ولا نستطيع رغم كل هذا الالم ان نتجاهل بعض الاصوات الداخلية اوحتى الخارجية الصادقة والناصحة بالرغم من انها كانت خافتة او في غير وقتها المناسب وكذلك بعض القرارات الادارية الايجابية مثل تلك التي فرضتها ظروف قهرية كانت تحتم لقسوتها تحقيق تطورات منشودة كان يتمناها الاغلب من المواطنين والموظفين وما أحداث الكرك الاخيرة عنا ببعيدة حيث شاهد المواطن والموظف تطورا في التغطية على الاحداث وشيئا جديدا – مع انه كان متاخرا – ما كان ليكون هذا التطور لولا الواقع الذي فرضه وما كان لهذه التغطية ان تكون لولا الاصوات الخارجية الناقدة لسوء تناول الاحداث وما كان لاربابها وهم على رأس عملهم للاسف ان يفعلوها لولا مشاهدة سيد البلاد ببزته العسكرية يشرف ويتابع الاحداث من غرفة العمليات ،فتحركوا يومها على استحياء متثاقلين ، إذا فالحق يقال ما راينا تحقيقا من هذه التصريحات الادارية الخلابة مذ عام 2008 وحتى نهاية 2016 إلا التصريحات ذاتها ، او حبرا على ورق ، او تقدما بسيطا محصوراعلى بعض المستويات الشخصية المحسوبة عليهم ، او كما أسلفنا عن بعض الاحداث التي فرضها الواقع .
وهكذا بقينا الى ان جاء قرار مجلس الوزراء في جلسة عقدها يوم الأحد في الثاني عشر من شباط ، من هذا العام بتعيين “فراس نصير ” مديراً عاماً للتلفزيون الأردني ، وبصراحة لم يتأثر أحد من الموظفين كثيرا بهذا القرار حينها ولم يتفاعل معه الا من يعرف الرجل عن قرب جدا رغم خبراته المتنوعة بين الاعلام الرسمي والخاص ورغم سيرته الذاتية المكتنزة باسماء المحطات العالمية كأحد مؤسسيها او مدربيها او مطوريها لثقل التركة التي خلفتها الادارات السابقة حيث قطعت الامل وبثت اليأس – الا ما رحم الله -، فجاء المدير الجديد وقد استحكم اليأس منا ، وكانت المفاجأة !!
فلقد قام الرجل في اقل من ثلاثة اشهر بإنجاز ما لم يفعله غيره في سنوات ، ومن يدخل المؤسسة اليوم يدرك حقيقة ما نقول ، وهذا هو مربط الفرس وراء تعرضه لهجمات إعلامية غير مبررة من قبل بعض المواقع المغمورة التي تتحرك حسب مصالحها في المؤسسة ومعارفها من داخل المؤسسة او خارجها ، فالاجتماعات عنده تلو الاجتماعات ويستمع من الجميع وينصت لهم وبعد يوم او يومين نرى قرارا قد اتخذ على ارض الواقع ، ويمشي بسياسة بث الدماء الجديدة وخلق فرص للموظفين ولا يتهاون في قضية التفلت الوظيفي وتستطيع كما يقول لك ( ان تأخذ عينيه بالقانون )، ويركز في اجتماعاته مع المعدين والمقدمين على امور نحن بمسيس الحاجة اليها كشرح الورقات النقاشية لجلالة الملك وتوضيح القوانين الجديدة وايصال معنى اللامركزية و ضرورة الالمام بكل الموضوعات الطارئة على الساحة الاعلامية والسياسية من تطوير وتحديث واغتنام للسوشال ميديا وعقد الدورات التدريبية ورفع المستوى الوظيفي للموظف ودراسة الحد المناسب لرواتب الموظفين وصرح الرجل في اكثر من اجتماع انهم بصدد تحسين الحالة المالية للموظفين بما يتناسب وأوضاعهم الاكاديمية والخبراتية ، لقد نسف الرجل في مدة بسيطة العقيدة التي رسخها السابقون – الاجتماع حكي فاضي ما في اشي –
فهل فهمتم ماهي القصة ؟؟؟ فكفوا عنا جشاءكم
فمثلا لا حصرا نحن الان في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون امام ادارات جديدة وتنظيمات جديدة والحق يقال منذ سنوات وليس هنالك تطبيق على ارض الواقع لقرارات مجلس الوزراء حقيقة في مؤسستنا غير التعيين والترويح ناهيك عما كان يحدث من التفافات على هذه القرارات وجعلها جوفاء لا اهمية لها ، وماذا عساني ان احيط للقاريء بما قام به الرجل في اقل من ثلاثة اشهر وغيره في سنوات ما قام بعشره سواء على المستوى الاداري أوالتطويري أوحتى الصيانة والترميم .
فهل فهمتم ما هي القصة ؟؟ فكفوا عنا جشاءكم
لقد كانت حدائق المؤسسة وممراتها ومنافعها خاوية على عروشها فمنذ سنوات لم تطالها يد التطوير والتجديد ، وحسبنا هذا التفاعل بين مجلس الادارة ومدير المؤسسة العام حيث صرنا نرى شيئا على ارض الواقع من قرارات متخذة سواء كانت دقيقة او غير صائبة على رأي البعض ، فتفعيل هذا الدور الاداري كان مفقودا وان وجد كان شكليا .
فهل فهمتم ما هي القصة ؟؟ فكفوا عنا جشاءكم
نعم هناك هجمه واضحه ومقننه ومعلوم من هم وراءها وهذا ديدنهم في كل عصر ومصر ، هؤلاء هم المرجفون في المدينة ، همهم وضع العصى في دواليب التقدم والانجاز ، فقط لمصالحهم الشخصية ، فلا نستغرب ان سمعنا بين الحين والاخر دعايات وانتقادات واغتيالت لشخص المدير العام ، فما فعله في اقل من ثلاثة اشهر لم يقم به غيره في سنوات وبإمكان اي انسان او جهة ان يطلب زيارة المؤسسة وليشاهد بام عينيه ما طرأ عليها وفيها من تغييرات وبفترة وجيزة ، فالرجل تطاله الان اقلام وألسن لا تتجاوز مقاصدها الحسد او الحقد او التامر لمآرب شخصية محضة ، هذه هي القصة ، فكفوا عنا جشاءكم .
وحتى يتضح المقال فكما يقال الشيء بالشيء يذكر ،كنا نطالب بمايكروفونات حديثة معلقة تواكب التطور وتقلل من خروج الضوضاء في الاستوديوهات – ولقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي- ، حتى طلب احد الزملاء في اجتماع مع مدير المؤسسة الجديد فراس نصير تجديدها ، فاستمع بانصات ودون عطوفته الملاحظة وتهامسنا بعد الاجتماع ان ما صدر منه من وعود – هل سيحققها؟ معقول ؟
ولعمري اننا لمعذورون فالتركة التي خلفها السابقون ثقيلة وآيستنا ، ولكن الواقع كان خلاف ذلك فكل ما تناقشنا به في الاجتماع واغلب المطالب تحققت حتى صار بعض الزملاء يتحسس الاشياء هل بالفعل هذا ما طلبناه ام اننا نحلم .
فهذه هي القصة فكفوا عنا جشاءكم
وكنا والله نخجل من الذهاب الى دورات المياه لقذارتها ونتلمس ملابسنا من الاحتكاك بجدران المؤسسة حتى جاء اليوم الذي تمت فيه صيانة الممرات والاستوديوهات واعمال الترميم والبناء التي غيرت نفسية الموظفين والضيوف ، وكل هذا في اقل من ثلاثة اشهر، فهل فهمتم ما هي القصة ؟؟ فكفوا عنا جشاءكم .
وما زلت استذكر على استحياء ردة فعل الضيوف حينما يرون مأساة الترميم والصيانة المفقودة في مؤسسة تعد من اقدم واعرق واكبر المؤسسات على الصعيدين الاداري او التقني ،فهل علمتم ما هي القصة ؟ فكفوا عنا جشاءكم
فالرجل مناسب وفي وقته المناسب فلم هذه الجعجعة وهذه المشاغابات الاعلامية
نتمنى ان يواصل الرجل مسيرته الاصلاحية والتطويرية والتي كنا ننشدها ونتمناها حتى نحكم عليه بعدها في قادم الايام فالرجل استنادا الى خبرته العميقة والقديمة في هذا المجال هو الشخص المناسب للمكان المناسب لقيادة هذا الصرح الاعلامي وخصوصا في هذه الظروف الدقيقة والمهمة في وطننا الغالي ومنطقتنا العربية فنحن امام ازمة حقيقية وهي تطوير اعلامنا المحلي وتنوير المواطنين بالواقع المحيط بنا ،فلنتجاوز إذا ازمة اشخاص متطلعين الى مناصب يستحقوها او لا يستحقوها فانها مسألة عقيمة نتائجها وخيمة ، وان لم تتوقف هذه العادة القبيحة فاننا سنهدم كل تطور وتقدم .
فهذه هي القصة فهلا كففتم عنا جشاءكم
عبدالرحمن وهدان
معد ومقدم برامج /الاذاعة الاردنية