الشباب ربيع الوطن وحصنه المنيع
إنّ الشباب ربيع الوطن وحصنه المنيع وثروته المتجددة؛لذا يُعدّ إفساح المجال أمام الشباب للتعبير عن أنفسهم وتوظيف قدراتهم في مختلف المجالات واحترام إرادتهم في التغيير وتفعيل مشاركتهم المجتمعية ودفعهم نحو الإنتاج،وفتح الآفاق الواسعة أمام الأفكار الريادية لتحقيق طموحاتهم الشخصية ومن ثم تنمية الرغبة لديهم لخدمة مجتمعهم والنهوض به أساسا ينبغي أخذه بعين الاعتبار. إنّ غياب الإدراك والوعي بأهمية تمكين الشباب من قبل الشباب أنفسهم بسبب عدم إيمانهم بجدوى تلك الخطط وقناعتهم المسبقة بضعف الأدوار الحكومية تجاه التنمية وحصر الوظائف العليا والحيوية في فئة محدودة أو تدويرها في نفس الدائرة فيمن تجاوزت أعمارهم السبعين دون إعطاء فرصة للشباب الواعد يعزز بكل أسف دافع الإحباط ويسد جميع الفضاءات لتحقيق الأفضل،كما أن إهمال الجهات الرسمية لتفعيل تمكين الشباب ضمن خططها واستراتيجياتها في ميادين التعليم والتوظيف والصحة والسياحة وغيرها ينبئ بالخطر والنتائج التي لن تُحمد عقباها وربما بدأنا نتلمس بعضها كانتشار العنف المجتمعي الذي بات ظاهرة مؤرقة ينبغي أن تقض مضجع مسؤولينا إضافة إلى العنف الطلابي في الجامعات. إنّ شبابنا يفتقرون إلى التوعية الأخلاقية ويفتقدون قيم الانتماء الحقيقية التي ينبغي أن تكون مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة ولكن وبكل أسف مرة أخرى أقول لقد غَيّبت المناهج القيم الأصيلة وغاب دور المعلم القدوة وانقطع حبل التواصل مع المجتمع فأصبحت مدارسنا أيضا بيئة حاضنة للعنف بدلا من أن تكون حاضنة إبداع ومنهل علم. كل هذا حريّ بنا كآباء أولا ومسؤولين ثانيا ومنتمين لهذا الوطن أن نتكاتف ونكون يدا واحدة تحارب هذه الظواهر السلبية والسلوكات المقيتة التي لا تمثل مجتمعنا الأصيل الطيب.أناشد مسؤولينا لضرورة أخذ زمام المبادرة لاقتلاع هذه الأشواك من جذورها والقضاء عليها.