سيبقى الأقصى شامخاً ولن تخرج بقرة بني اسرائيل
هوا الأردن - طايل الضامن
رغم عدوانيتها ووحشتيها، وقتلها الأطفال والنساء بأكثر الأسلحة فتكاً في فلسطين المحتلة، إلا أن المسجد الأقصى يبقى صامداً، رغم طموحات اليهود المتطرفين في هدمه وبناء الهيكل الثالث المزعوم.. ولكن ما الذي يبقيه صامداً ؟!
تعرض المسجد الأقصى عبر التاريخ، الى هجمات حاقدة، لعل كان أبرزها تحويله الى اسطبل للخيول إبان الاحتلال الصليبي، الى أن تم تحريره على يد صلاح الدين الايوبي، وتجددت الاعتداءات مع الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية عام 67، الذي ترك المسجد الأقصى أسير الاعتداءات المتتالية للصهاينة، والتي كان أبرزها جريمة احراقه على يد يهودي متطرف عام 1969، ناهيك عن الاقتحامات التي يقوم بها ساسة يهود وقطعان المستوطين بين الحين والآخر الى يومنا هذا. ويعتبر اقتحام المتطرف أرييل شارون في 28 أيلول 2000، باحات الأقصى وسط عشرات من المسلحين من أسوأ الاعتداءات، التي اندلعت على اثرها انتفاضة الأقصى واستشهد وجرح فيها آلاف الفلسطينيين، وقتل مئات اليهود.
واليوم، تبرز على الساحة السياسية اليهودية دعوات حاقدة الى هدم المسجد الاقصى دون مراعاة أي ردود فعل اسلامية أو عالمية، والمضي قدما في بناء الهيكل المزعوم، وهذا ما دعا اليه علانية عضو الكنيست السابق آرييه إلداد.
ورغم اختلاف المعتقدات لدى الطوائف اليهودية بالنظر الى الحرم القدسي، فمنها من يحرم على اليهود دخول منطقة «الهيكل» باحات الاقصى، وتعتقد ان الهيكل الثالث سينزل من السماء جاهزاً، وينتظرون خروج البقرة الحمراء فاقعة اللون لتطهرهم من نجاستهم التي حرموا بسببها من دخول المكان المقدس، غير أن طوائف كثيرة تقتحمه عبر متطرفيها بدعم حكومي وعسكري.
يقول الحاخام شلومو بن إسحاق–أقدم وأكبر مُفسري التلمود:» يُعتقد أن الهيكل الذي ينتظره اليهود سينزل من السماء مبنيًا»، بينما ترى طوائف يهودية أخرى أن جُزءًا من الهيكل الثالث سينزل من السماء بشكل «مُعجز»، والجزء الآخر سيُبنى على يد المسيح وأتباعه في آخر الزمان.
كما أن هناك يهودا وحاخامات يقرون أنهم نجس، وليسوا على الطهارة التي تؤهلهم للدخول إلى جبل «الهيكل»، اي الحرم الشريف، وللتطهر من تلك النجاسة عليهم العثور على بقرة حمراء خالصة، سوف يتم ذبحها وحرقها، ثم سيُؤتى بالرماد ويُلقى في بركة مياه، هذه البركة التي ينتظرها اليهود مُنذ 2000 عام مضت، كي يتخلصوا من نجاستهم ويدخلون ساحات «الهيكل» بحرية، كما جاء في صحيفة هآرتس.
غير أن هذه الطوائف لم تصمد في دعواتها التلمودية امام قطعان المستوطنين الصهاينة في اقتحام باحات الاقصى، الذي يطمحون الى هدم الاقصى وبناء هيكلهم المزعوم، فهناك تيارات علمانية ومتطرفة داخل دولة الاحتلال تدعو علانية الى هدم الاقصى.
ويبدو ان قيام حكومة نتياهو، باغلاق المسجد الاقصى امام المصلين ومنع رفع الاذان فيه بعد عملية القدس، جاء اختباراً لردود فعل العالم الاسلامي خاصة الدول العربية التي تمر هذه الايام بانقسامات وانهيارات في ليبيا وسوريا والعراق واليمن.
تريد اسرائيل ان تعيد حساباتها في التعامل مع ملف الحرم القدسي ضاربة اتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية التي تعترف بسيادة الاردن على المقدسات في القدس بعرض الحائط ، الذي يعتبر ملفاً أردنيا بامتياز، فاسرائيل اليوم تعبث بالامن الاقليمي والسلم الدولي بخطوتها في الحرم القدسي.
فطموحات اسرائيل كبيرة في السيطرة المطلقة على المسجد الاقصى، والشروع في بناء الهيكل المزعوم. وبقاء الاقصى شامخاً الى اليوم، بفضل العناية الالهية والجهود الاردنية الهاشمية في رعايته والمحافظة عليه سواء داخلياً في دعم المرابطين وموظفي الاوقاف، وفي المحافل الدولية.. الذي لا بد أن يلقى دعم العالم الاسلامي وأن لا يبقى الاردن وحيداً في الدفاع عن المقدسات في فلسطين، فالأقصى لجميع المسلمين، ولن تخرج بقرة بني إسرائيل.