صوره الأردن
في أزمان بعيده كان الدول تستعمل وسائل بسيطه حتى تستطيع أن تقرأ مزاج الناس وما الذي يزعجهم أو يريحهم ،والهدف هو ان يتم التعامل مع الناس لضمان حسن علاقه المواطن مع بلده ومؤسساتها .
واليوم أصبح الأمر سهلا لأن التقدم التكنولوجي يقدم للدول المعلومه بسرعه ودقه عن مزاج الناس وما يغصبهم وكيف يفكرون.
نحن في الأردن دوله تعيش مرحله قلقه إقليميا ودوليا،وفي داخلنا مشكلات اقتصاديه وتحديات أمنيه واجتماعيه، وهناك أيضا التعامل مع كل هذا القلق من قبل الجهات المعنية والمؤسسات الرسميه ،وفي نهايه المطاف يظهر مشهد الدوله في أذهان الأردنيين،وترسم السياسات صوره البلد ،ليكون السؤال الذي لابد لأصحاب القرار من امتلاك اجابه عليه :- ماهي صوره الأردن في أذهان الأردنيين؟!
،لن نكون أكثر قدره من مؤسسات الدوله المحترفه لكن صوره البلد في أذهان الأردنيين مهمه جدا وبخاصه في هذه المرحله الصعبه لأن التعامل مع هذه الصوره وتحسين المزاج العام جزء من اداره شؤن البلد وأهله.
واذا قسمنا الملفات التي تشغل بالنا جميعا فان صوره الاردن على صعيد الاداء في الملفات الخارجيه مثل ملف القدس وسوريا ...هذه الصوره ايجابيه ولعل هذا الاداء هو الذي يصنع مزاجا معتدلا وان كان الاداء المتقدم من جلاله الملك كان يحتاج من الجهات الرسميه الأخرى إلى روافع وتسويق داخلي يتجاوز الطرق القديمه والممله التي لا تتناسب مع قوه موقف مؤسسه الحكم.
وفي القطاع الأمني والعسكري فإن صوره الأردن ايجابيه في أذهان أبناءه وان كانت بعض الأحداث الاجراميه الجنائيه تعكر المزاج العام وبخاصه مع محاوله البعض استخدامها في اتجاهات سلبيه تتجاوز حدودها.
لكن المشكله الكبرى هي الملف الاقتصادي المعيشي الذي يبعثر المشهد الإيجابي في المسارات الأخرى،ورغم أن المواطن لا يجد نفسه مندهشا من بعض القرارات إلا أن القسوه تكون كبيره في بعض الإجراءات ويجد المواطن نفسه دون أي تعاطف مع كل ما يتحمله من صعوبات.
واذا عدنا الى المشهد الكلي فإن الصوره ملحه بان تتعامل المؤسسات المعنية مع ما في أذهان الناس بجديه وان تتجه نحو امتلاك مسارات لتحسين مزاج الأردنيين وان لا نضيع الجوانب الهامه الإيجابيه في مواجهه المشهد السلبي ،فاداره المشهد الكلي بشكل سليم يمنع اي طرف أو ظرف من حجب الايجابي لمصلحه سيطره الجوانب الأخرى.