الملاذ المُشتهى
(نصوص من دفتر الأسفار)
-1-
حينما تجد ملاذك المُشتَهى، اخلع نعليك، ادخله على رؤوس أصابعك، متوضئًا بالرحيق،
وقبِّل الأرض بين يديه!
-2-
خذوا كلَّ الكرة الأرضية، والمجرَّات، وزهر اللوز، وربيع آذار، ودفاتر الطفولة، وأسفاري، وما بقي من تِبغٍ في دمي، ولكن دعوا لي مكانًا بحجم وردة، لأُقيمَ عليه صلاتي الأخيرة!
-3-
أحاول منذ سنين بعيدة، أنْ أبتني داخلي واحة للتأمل، أو شاطئًا من خيال،
لأهرب منكِ إليكِ، ولكن... محالٌ محالْ لأنَّ بلادي طريدة، وأنْتِ تظلين محضَ احتمالْ!
-4-
لا أحد يستحق بوْحَك، فبُحْ للخشب، ربما يُصبح سريرًا، أو نافذة، تُطِلُّ عليك، أو منحوتة تشبهك، أو إطارًا لصورة أحببتها ذات يوم!
في الموقد، تحترق الذكريات، تلفحُ وجهكَ نيرانُ شجرةٍ، جلستما في ظلها يومًا!
-5-
العشاق، كالأطفال، يصنعون من المصادفات الصغيرة، أساطيرَ، وخرافاتٍ،
يُصدقونها أولًا، ثمَّ، يسخرون منها، حينما يَفيقوُن من أوهامهم!
و يُقال أنَّ الحب أعمى...
والصحيح أنَّ المحبين ليس لديهم قصر نظر، لذا فهم يَرَوْن ما لا يراه مَنْ لم تعرف قلوبهم غير الكراهية!
-6-
كلما فتحت صفحة جديدة، عُدتُ إلى الصفحة الأولى، والسطر الأول، والكلمة الأولى، والحرف الأول من اسمك.
-7-
كلما هَزَزْتُ جِذْعِي لِتَسَّاقَط ثمار الانتظار الفاسدة، تَبَرْعَمَتْ على حَوافِّ شَفَتَيّ،
رُؤوس انتظارات أخْرى، لزَمَنٍ يَرْتعشُ بِوعودٍ مُتَسكعة... كَمَوْجٍ يَتلاشَى عَلى رَمْلِ الشّاطِىء!
-8-
نبع الشوق!
تجتهد، فتغلق هذا النبع بكل ما أوتيت من قوة، وسعة حيلة، تصب عليه كتلًا من النسيان، وتهيل عليه تراب اللامبالاة، وتسده بحجارة الإهمال، والقسوة، فيغافلك، وينفجر في وجهك شلالاً من حنين... كلما أنَّ حسّون، أو هدلت يمامة، أو غرد وتر!
-9-
الغياب: حينما يحضرون كلهم ولا تجد نفسك بينهم!