تيار أغلبية نيابية يجتمع اليوم لتحديد موقفه من الحكومة المقبلة
هوا الأردن - اختتم رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة أمس المشاورات الهادفة للوصول إلى توافق لاختيار رئيس الوزراء المقبل مع الكتل النيابية الثماني، بلقاء عقده مع كتلة النهج الجديد (8 نواب) في قصر بسمان.
وينهي الطراونة اليوم الجولة الأولى من مشاوراته مع أعضاء مجلس النواب بلقاء النواب المستقلين، الذين يبلغ عددهم 15 نائبا، فيما ترجح كتل نيابية أن يعاود الطراونة مشاوراته مع الكتل النيابة في جولة ثانية لم تحدد مواعيدها حتى الآن.
في الأثناء، من المفترض أن يعقد اليوم في مجلس النواب اجتماع يضم ممثلين عن 4 كتل نيابية هي: وطن (27 نائبا)، التجمع الديمقراطي (24 نائبا)، الوعد الحر (18 نائبا)، والوسط الإسلامي (15 نائبا) لاتخاذ موقف بشأن الخيارين اللذين اتفق عليهما ممثلو الكتل في اجتماع عقدوه أول من أمس.
ووضع المجتمعون خيارين للتشاور حولهما، الأول أن يكون رئيس الحكومة المقبلة والأعضاء من رحم مجلس النواب، والخيار الثاني أن يشارك النواب بنصف عدد أعضاء الفريق الحكومي.
واستبعدت مصادر مطلعة أن تتوافق الكتل النيابية الأربع، التي تشكل أغلبية نيابية، على خيار موحد فيما بينها، ما من شأنه أن يعيد الأمور إلى نقطة الصفر من جديد، وبالتالي يترك المجال لكل كتلة لتقديم وجهة نظرها.
وجدد الطراونة، خلال لقائه كتلة النهج الجديد أمس، التأكيد أنه سيرفع لجلالة الملك عبدالله الثاني وجهات نظر النواب بكل شفافية وحياد.
كما أكد الطراونة أن المشاورات مع مجلس النواب تأتي إيمانا من جلالته بالدور السياسي لمجلس النواب، إضافة إلى دوره في الرقابة والتشريع، لافتا إلى أن حكمة القيادة الهاشمية ووعي الشعب الأردني كانا دوما الأساس للاستقرار السياسي والبناء والإنجاز.
واعتبر أن الفصل بين السلطات ثابت في الدستور، لكن التعاون لما فيه مصلحة الوطن مطلوب دائما بين جميع السلطات.
من جانبه، ثمن رئيس كتلة النهج الجديد النائب رائد الكوز مبادرة جلالة الملك في التشاور مع مجلس النواب لاختيار رئيس الوزراء، معتبرا أن هذه المبادرة هي تجسيد حقيقي لإشراك الشعب في صناعة القرار.
وأكد أن جلالته هو صمام الأمان في مختلف الظروف لهذا الوطن، الذي يحتاج في هذه المرحلة أكثر من أي وقت سابق، إلى تعزيز المواطنة التي تقدم الصالح العام على أي شيء سواه، مثمنا حرص جلالة الملك على تمتين وترسيخ النهج الديمقراطي.
بدورهم، أكد أعضاء الكتلة، في مداخلات لهم خلال اللقاء، تقديرهم لمبادرة جلالة الملك التشاور مع النواب، لافتين إلى الحاجة لرئيس وزراء يكون مقبولا في الشارع، ومن الوجوه الجديدة لإدارة المرحلة المقبلة بكل اقتدار، ويؤمن بالحوار الوطني وبالإصلاح السياسي.
كما أكدوا أهمية أن يكون لرئيس الوزراء المقبل وفريقه برنامج إصلاحي اقتصادي يشجع على جذب الاستثمارات الخارجية، ويهتم بقضايا الطاقة وتعزيز الصناعة الوطنية، ويولي قضايا التعليم الأولوية القصوى، ويعمل على تطوير القطاع الزراعي باعتباره يوفر فرص العمل التي تحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
وبينوا أن الثورة البيضاء، التي دعا إليها جلالته في خطاب العرش السامي، تعني محاربة الفساد والإصلاح الشامل، وإعادة البناء ومعالجة الاختلالات.
فيما أشار بعضهم إلى أهمية أن يكون النواب ممثلين في الفريق الوزاري المقبل، في حين عارض آخرون توزير النواب، خصوصا في هذه المرحلة، منعا للخلط بين النيابة والوزارة والتداخل في الصلاحيات والمهام.
وخلال المشاورات قدمت كتلتان من الكتل الثماني هي الوفاق والاتحاد الوطني أسماء مقترحة من قبلها لموقع رئيس الوزراء، إذ رشحت الكتلتان اسم رئيس الوزراء الحالي عبدالله النسور.
إلى ذلك، تتجه كتلة التجمع الديمقراطي (24) نائبا لتسمية رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب عبد الإله الخطيب رئيسا للحكومة المقبلة.
وقال رئيس الكتلة النائب يوسف القرنة لـ"الغد" إن الكتلة ناقشت في اجتماعها مساء أمس عدة خيارات بشأن الحكومة المقبلة حيث استبعدت خيار الحكومة النيابية الصرفة (رئيسا وأعضاء).
وبين أن أعضاء الكتلة الذين حضروا الاجتماع وهم 17 نائبا توافقوا على خيارين، الأول ترشيح اسم جديد لرئاسة الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن غالبية الحضور (10) نواب رشحوا الخطيب لهذا الموقع، في حين أيد (7) نواب ترشيح رئيس الحكومة الحالي عبدالله النسور ليتولى رئاسة الحكومة الجديدة.
وذكر القرنة أن الخيار الثاني الذي مايزال قائما لدى الكتلة يتمثل بمنح الحكومة الحالية فرصة ثانية حتى نهاية الدورة غير العادية الحالية.
وبين القرنة أنه سيتصل بأعضاء الكتلة الذين غابوا عن الاجتماع لمعرفة وجهة نظرهم بشأن الخيارين، وبتسمية رئيس الحكومة المقبلة.
من جانب آخر، كشفت مصادر مطلعة أن كتلة وطن (27) نائبا تتجه إلى تسمية رئيس للحكومة المقبلة من خارج مجلس النواب، مشيرة إلى أن الكتلة ستشترط أن يشارك عدد محدود من النواب في هذه الحكومة. وبينت المصادر ذاتها أن الكتلة تتجه لتسمية النسور رئيسا للحكومة المقبلة.-(بترا)
يمكنكم التعليق عبر صفحتنا على الفيس بوك