النائب هند الفايز: لا يحق لمن باع صوته أو قاطع الانتخابات أن يحاسب الن
هوا الأردن - لم يحالفها الحظ في الفوز بمقعد في مجلس النواب في انتخابات مجلسي النواب الخامس عشر والسادس عشر، إلا انها أصرت على المحاولة للوصول لقبة البرلمان عن دائرة بدو الوسط، وفي المحاولة الثالثة وصلت «أم صخر» النائب هند الفايز لقبة البرلمان لتمثل أبناء وبنات دائرتها في المجلس السابع عشر.
وجاء فوز الفايز التي تعتبر نفسها جزءا من الحراك الشعبي عبر الكوتا النسائية عن دائرة بدو الوسط بعد ان حصلت (873) صوتا، جمعتها من صناديق الدائرة (116) المنتشرة في العديد من مناطق ومحافظات المملكة ومنها محافظات الزرقاء، المفرق والكرك، إضافة إلى مناطق البادية.
وفي حوار مع (الرأي) قالت الفايز :»تجربتي استمرت تقريبا 6 سنوات للوصول لقبة البرلمان عبر الترشح للمجلسين الخامس عشر والسادس عشر، إلا أن هذه التجربة لم تشعرني باليأس وواظبت على الترشح، بالرغم مما شاب العملية الانتخابية من شوائب في السنوات الماضية».
وأكدت ان الانتخابات النيابية التي جرت هذا العام، وأفرزت مجلس النواب السابع عشر قريبة جدا من النزاهة والشفافية بخلاف الانتخابات في السنوات الأخيرة الماضية.
وأشارت إلى أنه بالرغم من انها لا تعيش في البادية وبالمناطق الخاصة ببدو الوسط، إلا أنها قررت خوض الانتخابات في دائرتها وبين أبنائها الشباب.
وحول تأثرها بتجربة أبيها السياسي حاكم الفايز قالت:»عشت حياتي بين الأردن وسوريا ولبنان، بسبب ظروفه التي عاشها في السجن، وتعلمت منه أن أحقق الهدف الذي أصبو إليه ولا أغير مواقفي مهما كان الثمن، وقدوتي في ذلك والدي حاكم الفايز الذي أصر على مواقفه 22 عاما ولم يغيرها».
وأضافت أنها نالت الدعم المعنوي من أبيها لخوض غمار الانتخابات، إضافة لدعم زوجها، وقالت :»دعمني أبي وزوجي، بالرغم من أن زوجي لا يحق له التصويت لي، لأن دائرة بدو الوسط دائرة مغلقة وهو من خارجها».
ولفتت الفايز إلى أنها في السنوات الأخيرة كانت تتابع أعمال لجان مجلس النواب وجلساته، من خلال حضورها لبعض اللجان ومتابعة قراراتها والمشاركة في المناقشة حول بعض القوانين التي تعرض على اللجان.
وتعزو سبب نجاحها إلى أنها توجهت للشباب والشابات من أبناء البادية الوسطى وخاطبت عقولهم ولم تخاطب عواطفهم ليقتنعوا بها ولتمثلهم تحث القبة، مؤكدة أنها ابتعدت عن الفزعة والعشائرية في خطابها مع أبناء دائرتها.
وبينت الفايز انها استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع الشباب ، مشيرة إلى أنه كان لها صفحات مؤازرين على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك، خلال الحملة الانتخابية.
وأضافت أنها لم تفتح مقرا محددا لحملاتها الانتخابية ولم تعتمد على المهرجانات الخطابية ، بل لجأت للزيارات المنزلية للتواصل مع الناخبين، لافتة إلى أنها كانت تعقد اجتماعات كثيرة في اليوم الواحد تتراوح بين (10-12) إجتماعا مصغرا في بيوت الناخبين.
وأوضحت أن أبناء دائرة بدو الوسط لا يتركزون في محافظة واحدة فمنهم من يعيش في الزرقاء والمفرق والكرك، إضافة لمناطق البادية الأخرى، لهذا فقد توزعت الأصوات التي حصلت عليها والبالغة (873) صوتا على (116) صندوق اقتراع موزعة على العديد من المحافظات.
وردا على استفسار حول ظاهرة «المال السياسي» الذي مارسه البعض في الانتخابات النيابية شبهت الفايز من يبيع صوته «بالخروف الذي يباع للذبح» مؤكدة أنها حاربت المال السياسي في حملتها الانتخابية، من خلال توعية الناخبين بخطورة هذا الفعل الذي ستعود أضراره عليهم فيما بعد، لأن من يبيع صوته يسهل أحيانا الطريق للفاسدين لقبة البرلمان.
واستهجنت الفايز ممن ييبع صوته ويطالب بمحاسبة النواب على أفعالهم، معتبرة أنه لا يحق لمن باع صوته أن يحاسب النائب على أي شيء.
وأضافت أنه لا يحق أيضا لمن قاطع الانتخابات النيابية أن يحاسب النواب، لأنه يساهم في تسهيل مهمة الفاسدين ليكونوا أعضاء في مجلس النواب الذي يمثل الشعب، مشيرة إلى أن مقاطعة البعض لم تؤثر في نوعية مجلس النواب السابع عشر.
وحول رأيها بالحراك الشعبي قالت الفايز :»أنا بنت الحراك وجزء لا يتجزأ منه»، مشيرة إلى أنها مع أفكار أبناء الحراك ومع تلبية جميع مطالبهم.
ولفتت إلى أنها شاركت مع الحراكيين في الإعتراض على العديد من الملفات التي ناقشها مجلس النواب السادس عشر، وشاركت في وقفات احتجاجية للحراك امام مجلس النواب السادس عشر، والتي هي اليوم عضو في مجلسه السابع عشر.
وأكدت أنها ما زالت وستبقى على تواصل مع الحراك الشعبي، ملمحة إلى أنها تسعى لتأسيس حزب، من خلال الكتل النيابية مستقبلا.
وبخصوص مشاركتها في كتلة التجمع الديمقراطي النيابية قالت الفايز :»حاولت في كتلة التجمع الاستمرار فيها وتقويتها، لأن هدفنا مصلحة الوطن وليس النظر للكراسي والمناصب في المكتب الدائم».
وأنتقدت حصر بعض الكتل النيابية عملها وتكتلها بانتخابات رئاسة مجلس النواب والمكتب الدائم.
وحول مناصرتها لقضايا المرأة، فضلت الفايز عدم التمييز والتفريق بين رجل وإمرأة، لأن مهمة النائب التشريع والعمل على الرقابة لأداء الحكومات، مؤكدة أن أي تشريع يقر مطلوب أن يصب في مصلحة أبناء الشعب ذكورا وإناثا دون تفريق.
وأشارت إلى أن المرأة السياسية الأردنية قوية وكانت النساء أكثر قوة سياسيا في العقود الماضية، إلا أن النظرة التقليدية للمرأة والتي ساهمت بترسيخها المناهج الدراسية أضعفت دورها.
وأضافت أن المرأة الأردنية قادرة على ممارسة العمل السياسي يدا بيد مع الرجل، من خلال العمل الدؤوب، ملمحة إلى أنه من الممكن أن يكون مستقبلا رئيس مجلس النواب سيدة.
وحول مدى تفاؤلها بدور مجلس النواب السابع عشر قالت الفايز:»متفائلة بالمجلس وبدور الكتل النيابية التي تتشكل، خصوصا أن أفكارها تقريبا تتناغم مع ما جاء في خطبة العرش التي ألقاها جلالة الملك عبد الثاني في إفتتاح الدورة غير العادية».
وحذرت من خطورة أي أداء سلبي للمجلس، «لأن الشارع لن يمنح الفرصة لمجالس نيابية مقبلة إذا فشل هذا المجلس بدوره التشريعي والرقابي».
وحول أبرز التشريعات ذات الأولوية في المرحلة المقبلة أكدت انها التشريعات التي وردت في خطبة العرش تحتل أولوية كبرها ومنها تعديل قانوني الضمان والمالكين والمستأجرين، إضافة إلى قانوني الكسب غير المشروع وضريبة الدخل وتعديل النظام الداخلي للمجلس.
وألمحت إلى انها مع تعديل قانوني الأحزاب والانتخاب في الفترة المقبلة، لضمان أكبر توافق عليهما، إضافة إلى وضع لجنة خاصة بمتابعة التزام النواب بحضورهم في المجلس للجلسات واللجان.
وبخصوص المشاورات الخاصة بإختيار رئيس الوزراء المقبل قالت الفايز :»سنطرح أسماء ومواصفات للرئيس المقبل».