يحيى السعود .... لايعرف غير الفول والفلافل

أكثر نائب اثار الجدل في مجلس النواب وكان مادة خصبة للإعلام هو :- النائب يحيى السعود ...أعرفه منذ أن كان عضوا في مجلس الأمانة ومن صفاته أنه متدين طيب فوضوي (ونخوجي) ...
ولكن ميزة يحيى السعود عن دون غيره أنه أستطاع النجاح في أكثر دوائر عمان تعقيدا , والأهم أنه لم يصل للموقع على خلفية المال أو الدفع ...أو القوة العشائرية ببساطة تامة هو اتبع تكتيكا بسيطا يقوم على خدمة الناس وتيسير مصالحهم .
بعض الناس مهمتها أن تجلس خلف الفيس بوك وتقصف يحيى فقط , وهم لا يملكون تجربته في الشقاء أو التعب أو خشونة العمر ...وتلك تجربة تستحق أن تدرس بعناية فائقة جدا ...
حين كان عضوا في مجلس الأمانة قبل ( 12) عاما , وانا كنت مستشارا وقتها هناك ..كنا نلتقي , على صحن الفول وحبات الفلافل ,ولم يكن هذا الأمر بدافع الطفر ولكن يحيى لايعرف غير الفول والفلافل, وثمة مهمة يومية واضحة ليحيى هي أن يقوم بتشغيل فلان , أو أن يمضي مع فلان إلى دائرة شؤون الموظفين كي يقوم بنقله , أو يؤمن لفلان ...مكافأة نهاية الخدمة .
وذات يوم توفي والد عامل نظافة في الأمانة , وأتذكر أننا ذهبنا مع الجنازة كان عدد المشيعين لايتجاوز عدد , فريق كرة قدم ..وأتذكر أن يحيى كان أولنا , وهو من صلى على الميت , وأودعه القبر , وتكفل بغداء الميت وأقام (الصيوان) الخاص بالعزاء , وحين سألته :- هل تعرفه , أجاب :- لا ولكنه من أبناء من منطقتي ...
يحيى السعود يسجل له بالرغم من كل فوضويته , بالرغم صراخه الدائم , بالرغم من كل (الهوشات) التي أنتجها , والتي شارك في صياغتها ...يسجل له أنه الوحيد الذي نجح باصوات كافة الاصول والمنابت , ويسجل له أيضا أنه أنتج هوية واضحة محددة له وهي الفقراء ....ويسجل له أيضا أنه لم يتورط بالتفرقة ولا بصراع الإسلامي والقومي ولا بثنائية الفلسطيني والاردني ...أو ثنائية السلطة والمكاسب .
هذا الرجل صاحبي منذ (15) عاما تشاركنا في السفر والطفر وضيق الحال ...وهؤلاء المتمترسون خلف شاشات الفيس بوك , ويمارسون القصف على يحيى فقط لويعرفون معدن هذا الرجل , والشقاء الذي عانى منه والغرفة الوحيدة التي كانت تضمه مع أشقائه في حي الطفايله , وصبره ..الطويل ورضى أمه ..لما هاجموه بهذه الشراسة .
وكنت أستمع له ...واليوم بالرغم من أن البعض يقولون لي ستخسر القراء إن كتبت عن يحيى ... إلا أنني سأكتب عن يحيى , وما الذي سنخسره يا رفيق الخطى المتعبة , فقد أمضينا العمر في غضب , وعلى قلق ..ولأننا عشاق للبلد وأهلها , ولأن ديدن العاشق هو الخسارات ...فيا مرحبا بالخسارة , اصلا في الهوى والعشق لايوجد ربحان الكل خاسر .