تصريحات الطراونة : سرية التفاوض ترافقها "سرية التصريحات"

اثارت تصريحات رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة التي اعلن فيها عن وجود مفاوضات سرية للافراج عن الطيار الاردني الاسير معاذ الكساسبة، استياء لدى الاوساط السياسية والشعبية، خاصة وانها تصريحات لا تخدم بأي شكل من الاشكال، قضة اسيرنا الطيار الكساسبة.
مراقبون رأوا ان تصريحات الطراونة عن 'مفاوضات سرية' تجري مع تنظيم 'داعش' الارهابي يفترض بها ان تكون سرية بالمحتوى والاطار العام، لان هناك أجهزة في الدولة تعمل جاهدة في هذا الموضوع، وان اي اجتهادات من قبل اي احد قد تؤثر على مجريات الامور .
واعتبر مراقبون ان رئيس مجلس النواب واعضاء المجلس، ليس لديهم قنوات اتصال مع الطرف الاخر، وان استقاء المعلومة ونشرها يفترض به ان يكون طي الكتمان حتى انتهاء القضية على خير، وبما يتناغم مع الجهود التي تبذلها جهات واجهزة معينة مختصة وعلى كفاءة وقدرة للتعامل مع الامر.
تصريحات الطراونة قد تذكرنا بحادثة 'المطار السري' الذي انشأه المصريون قبل عقود، وبات حديث المسؤولين المصريين جهرا وعلانية، حتى فقد سريته تماما !.
مع يقيننا على حرص رئيس المجلس والنواب ، وخوفهم على ابن الاردن الطيار الكساسبة، الا ان محاولة البعض هنا وهناك، من ركوب موجة مواتيه، امر لا يعود بالنفع مطلقا، على حيثيات القضية التي هي الان بايد لا أأمن منها ولا اكفأ.
ثقتنا مطلقة بقواتنا المسلحة الباسلة ، وأجهزتنا الامنية عالية الكفاءة والمقدرة، وانضواء الجميع في خندق واحد، بات شعار الاردنيين وموقفهم الموحد، خلف ابنهم الطيار الكساسبة، وبما ان الطرف الاخر ' داعش' لا شك بانه يرصد حركة الشارع الاردني وردود افعاله وتصريحات مسؤوليه، يفترض باي تصريحات ان لا تطلق على عواهنها بل ان نتوخى الحذر والدقة، لما في الامر من حساسية بالغة، قد تنعكس لا قدر الله سلبا على مجريات القضية.