آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

"تعويم" الشعارات الدينية

{title}
هوا الأردن - محمد أبو رمان

لم أحضر المهرجان الخطابي لـ"التحالف الوطني للإصلاح"، الذي يقوده حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين (الأمّ). لكنّ الزميل أحمد أبو خليل قدّم لنا صورة إخبارية دقيقة ومفيدة في تقريره (المنشور في "الغد" أمس) عن ذلك المشهد، بعنوان "مهرجان الإسلاميين الانتخابي: قراءة من بين الجمهور".
أبرز الملحوظات التي التقطها التقرير، تتمثّل في محاولة "تحجيم" الشعارات الدينية التي عُرف بها "الإخوان" -تاريخياً- إذ غاب شعار "الإسلام هو الحل"، وغابت الرايات الإخوانية المعروفة، وامتزجت الألحان والأغاني التي غلب عليها الطابع الوطني، فيما كان تفاعل الجمهور هو بالتصفيق، بدلاً من التكبير، وهو الهتاف الإخواني المعروف في المهرجانات والحملات الانتخابية. كما تمّ استدخال الدبكات الشعبية والوطنية بصورة أكثر وضوحاً في المهرجان.
رصد أبو خليل "تبايناً" في ردود فعل الجمهور، الذي غلبت عليه الخلفية الإسلامية، على هذا التحوّل الشكلاني -على الأقل- في الفعاليات الإخوانية، ونجح في اقتحام "داخل" بعض الجمهور و"نكزه" عندما طرح على بعضهم أسئلة ذكية عن الحكم الشرعي (الفقهي) في الدبكة، ليجد أجوبة مختلفة.
بالطبع، هدف أبو خليل هو اختبار مدى رضا "الجمهور الإسلامي" عن هذه التحولات، التي تبتعد عن "تقاليد" الحملات الانتخابية والمهرجانات الخطابية المعروفة لدى "الإخوان". وهي الظاهرة التي يرى أبو خليل أنّها إيجابية؛ ففي مقابل هذا التحول، ما يزال الإسلاميون يمتلكون شبكات خدماتية واجتماعية تسهّل عليهم عبور هذا المنعرج في خطابهم وشعاراتهم وتحالفاتهم، لكن من المعروف أنّ الشبكة هذه تعرّضت نفسها لتجفيف، وسُحبت كثير من روافدها من بين أيديهم. ولم تعد أدوات "الجماعة" التاريخية هي نفسها؛ فدعايتهم في المساجد نضبت، ومراكزهم الاجتماعية تحجّمت، وحتى الشعارات الدينية التي كانت تخدمهم في الانتخابات السابقة (قبل مرحلة المقاطعة) تمّ تخفيفها والحدّ منها، وفق المعطيات الراهنة.
في مقابل هذه الصورة التي قدّمها أبو خليل، كنتُ أتابع بعض التسجيلات لحملات انتخابية لقوائم أخرى ومرشّحين آخرين، كما تعرضها المواقع الإلكترونية. وقد وجدتُ، على النقيض من التوجّه الإخواني الجديد، أنّ حملات انتخابية عديدة أصبحت تستخدم الشعارات الدينية والرموز الدينية والتاريخية والقضية الفلسطينية بصورة مكثّفة وكبيرة!
في المهرجان الذي أقامته قائمة "فرسان القدس"، على سبيل المثال، والتي يتقدّمها النائب السابق يحيى السعود، بحضور رئيس الوزراء الأسبق زيد رفاعي، كان حضور الشعارات الدينية (التكبير والهتافات)، والمظاهر الأخرى مثل اللحية، واستخدام الرموز السياسية والتاريخية، مثل المسجد الأقصى والقدس، بكثافة في الكلمات والهتافات.
الحال نفسها لدى قوائم أخرى؛ فالوزير السابق محمد نوح القضاة، شغل مواقع التواصل الاجتماعي بحديثه عن سبب ترشحه في الزرقاء. فيما مظاهر الالتزام بـ"الخمار" (غطاء الوجه)، تجاوزت القوائم الإخوانية إلى قوائم أخرى.
من الطبيعي أن نجد هذا الحضور للشعارات وتوظيف العاطفة الدينية، أو بعبارة أخرى "تعويمها" في الانتخابات الحالية؛ فهناك مزاج محافظ منتشر عموماً، وتتزايد الحركات المنشقة عن "الإخوان"، أو ذات الجذور الإخوانية التي تنافس "الجماعة الأم". وهناك حضور غير منظّم لحركات دينية أخرى، مثل السلفيين، الذين يتوسعون وينتشرون اجتماعياً في الآونة الأخيرة.
زبدة المقال هي أنّ الدين والقضية الفلسطينية والخدمات الاجتماعية التي كانت تمثّل موارد حقيقية للإخوان المسلمين في الانتخابات السابقة، أصبحت محدودة لديهم وأكثر حضوراً لدى الآخرين؛ فما هي الرهانات التي يبني عليها "الإخوان" قدرتهم على حشد الأصوات والحفاظ على قوتهم في الانتخابات المقبلة، بعد طول غياب؟
هل هي "قوة التنظيم"، بما يمتلكه من موارد وخبرة في الحشد والتعبئة والانتشار؟ هل هي أنّهم ما يزالون في "المنظور الشعبي" حزب المعارضة الرئيسة في البلاد؟
دعونا نراقب...

تابعوا هوا الأردن على