آخر الأخبار
ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق ticker الصبيحي: 2.23 مليار دينار إيرادات الضمان التأمينية لسنة 2023 ticker الحكومة تقر مشروع موازنة 2025 بنفقات إجمالية 12.5 مليار دينار

نهاية فرضية الوضع القائم

{title}
هوا الأردن - د.باسم الطويسي

سادت فرضية الوضع القائم عقودا طويلة في إدارة الصراع في الشرق الأوسط، وتحديدا ما يرتبط بالصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية. ومنذ نحو عقد ونصف العقد، ازداد الإمعان في فرض صيغة الأمر الواقع؛ بمعنى أنه غابت السياسة، في الوقت الذي انسحبت فيه الوصفة الفلسطينية عن العديد من الملفات الصراعية الجديدة التي باتت تتوالى منذ التغيير الذي حدث في العراق بقوة الاحتلال في العام 2003. وبسهولة، يلاحظ المتابع أن آلية الأمر الواقع أخذت شكلها النهائي في فرض خيار القوة الناعم الذي يغير الوقائع من دون ضجيج، كأن آليات ذاتية تعمل بذاتها؛ وفي نهاية اليوم هذا أمر الواقع.
هذه الفرضية عملت عملها طوال السنوات الماضية في العراق ثم سورية وليبيا واليمن، حيث تنتهي آلية الأمر الواقع حينما ينضج المشهد ويصل التراكم الكمي الناعم إلى نقطة التغير الكيفي التي لا بد منها. ونقاط التغير الكيفي يبدو أنها أصبحت ناضجة في الضفة الغربية المحتلة، وفي الإقليم السني العراقي الذي يدور حول الموصل، وفي شمال سورية وغربها. 
قاد المحافظون الجدد، منذ إدارة الرئيس جورج بوش الأب، تيار التغيير والنزعة التدخلية في الشرق الأوسط، والتي أخذت المنحنى الأكثر حدة في عهد الرئيس جورج بوش الابن الذي وجد في أحداث أيلول (سبتمبر) 2001 المبرر الكبير لواحدة من أكثر نزعات التدخل في شؤون الآخرين في العالم. صاحب ذلك شعور سياسي بعظمة الإمبراطورية وشرعية تمددها. وبعد أكثر من عقدين على هذه النزعة، وأكثر من عقد على موجتها العاتية المتمثلة في احتلال العراق، ثبت أنها الأكثر كلفة على الاقتصاد والمجتمع الأميركيين، والأقل عائدا عليهما.
وعلى الرغم من الحمولة الأخلاقية التي أسبغت على صيغ التغيير، إلا أنها ومن دون استثناء، فشلت في الوصول إلى الحد الأدنى من الأهداف المعلنة، من قبيل مشاريع نشر الديمقراطية، وإعادة الإعمار، ومسارات إعادة بناء الدول، ومعركة كسب العقول والقلوب. هذا الفشل صاحبته نزعة إلى عسكرة العالم، ما دفع إلى تجريب فرضية الأمر الواقع؛ أي التغيير بفعل عوامل ذاتية.
إن مراجعة هذه الخبرة السياسية والاستراتيجية في إدارة التغيير والاستقرار خلال أكثر من عقدين، تفسر جانبا من التحولات في معادلة القدرة والرغبة في التدخل في الصراعات الراهنة، وعلى رأسها التردد في الانخراط في الصراع على مستقبل سورية، والميل إلى التسويات والتفاهمات الهادئة في الصراعات التاريخية، مثلما حدث في الملف النووي الإيراني. فقد وصل إلى يقين القوة العظمى أن النزعة التدخلية الحادة قد أفرغت الكثير من أرصدتها، ليست الاقتصادية فقط، بل السياسية والمعنوية أيضا، نتيجة حجم تراكم الفشل في إدارة التغيير الذي خلفة المحافظون الجدد. صحيح أن ثمة أجندة استراتيجية واقتصادية هائلة تشغل الولايات المتحدة في قلب العالم الجديد في شرق آسيا، لكن ستثبت الأحداث أنها لم تترك الشرق القديم. وعلينا تتبع الانتقال القريب من آلية الأمر الواقع إلى إدارة التغيير الجديدة؛ أي وضع اللمسة الأخيرة على ما فعله التراكم الناعم للأمر الواقع من كيانات جديدة وأحلاف غير متوقعة.

تابعوا هوا الأردن على