آخر الأخبار
ticker الأردن والولايات المتحدة يعلنان مشاركة الأردن في برنامج الدخول العالمي ticker عمان الأهلية تشارك بمؤتمر الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والسمع ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن

كوريا الجنوبية: هل هي حالة دراسية للعالم المقبل؟

{title}
هوا الأردن - إبراهيم غرايبة

سوف تستقيل رئيسة كوريا الجنوبية بارك جون هاي، في أي لحظة. وقد تكون استقالت بالفعل مع صدور هذا المقال. فمئات الآلاف الذين يحتشدون في الشوارع والميادين منذ خمسة أسابيع مطالبين باستقالتها، لم تكفهم استقالة وزير العدل وعدد كبير من مستشاري الرئاسة وكبار موظفيها، ولم يعد أمام الرئيسة من خيار سوى مواجهة الاتهام بالفساد وإساءة استخدام السلطة أو الاستقالة. وهي تواجه معارضة قوية في البرلمان، كما أن الحزب الحاكم الذي تنتمي إليه ويحكم بأغلبية هشة بدأ يتخلى عنها.
لا تبدو التهم الموجهة للرئيسة خطرة، أو فساداً كبيراً بالمقياس الشرق أوسطي، بل وحتى بالمقياس العالمي؛ فالضغوط التي مارستها على الشركات كانت لأجل التبرع لأعمال خيرية وغير ربحية، لكن ذلك قد يكون غطاءً لفساد، واستخداما غير مشروع للسلطة والنفوذ، خصوصاً لصديقتها المقربة تشوي سون. إلا أن عمق الخلاف السياسي وهشاشة الأغلبية التي تحكم بها كوريا الجنوبية، يجعلان من السهل الضغط عليها وربما إقالتها. وتظل السياسة، بما هي حتماً لامساواة، تعكس قدرة الدول والمجتمعات على بناء محصلة تفاعلات اقتصادية واجتماعية وصراعات معقدة. ففي هذه المدخلات، بما تحتمله من أهواء ومصالح وقيم وسمو وفساد وأخطاء، تتشكل العدالة أو القدرات الجمعية أو الفشل الجمعي في الإدارة العادلة لأجل اللامساواة. وهذا التناقض نفسه هو ما يصنع الفشل أو الازدهار.
تحقق الشرطة الكورية الجنوبية في اتهامات أن شركة "سامسونغ" قدّمت مساعدات مالية غير قانونية لابنة تشوي سون. كما حصلت سون على وثائق سرية، لا يجوز الاطلاع عليها، وأجبرت شركاتٍ كبرى، مثل "هيونداي موتورز" لصناعة السيارات، و"بوسكو" لصناعة الصلب، و"لوتيه" و"كي تي" للاتصالات، على منحها امتيازات تفضيلية، وأن تتبرع لمؤسسات غير ربحية ترأسها بعشرات ملايين الدولارات. واعترفت الرئيسة بأنها لم تتعامل بحذر مع صديقتها التي صدرت بحقها مذكرة توقيف بتهمة الاحتيال واستغلال النفوذ.
شهدت كوريا الجنوبية، شأن جميع الدول، تحولات اجتماعية وسياسية عميقة، بسبب التطور الكبير في شبكات التواصل الاجتماعي التي مكّنت جماعات اجتماعية واقتصادية، مثل الشباب والتيارات الإصلاحية، من تنظيم نفسها باتجاه أهداف اجتماعية وسياسية جديدة، ومؤثرة في السياسة والمجتمع. كما شهدت الأحزاب السياسية التقليدية تصدّعات كبرى، إلى درجة أنها تبدو مثل سفينة تغرق. وعلى الرغم من أن بارك جون هاي استطاعت إعادة تنظيم صفوف الحزب الوطني المحافظ (تحت تسمية جديدة؛ حزب سينوري)، والنجاح في الانتخابات الرئاسية، فإن حزبها الحاكم خسر الأغلبية البرلمانية (128 مقعداً من 300 مقعد) في انتخابات نيسان (أبريل) الماضي. ما وضع حكومة الحزب في مواجهة معارضة قوية، يقودها الحزب الديمقراطي المتحد، والذي يهيمن على 121 مقعداً في البرلمان، ويتحالف معه حزبان صغيران، هما العدالة ( 6 مقاعد) والاستقلال (7 مقاعد).
استطاعت كوريا أن تحقق تقدماً اقتصادياً فريداً ومدهشاً؛ إذ إنها تطورت من بلد فقير في أوائل الستينيات، كان معدل دخل الفرد فيه يبلغ مائة دولار، فوصل إلى 35 ألف دولار، ويتجاوز ناتجها المحلي 1.2 تريليون دولار، وتحقق تنمية إنسانية عالية جداً، إذ يبلغ مؤشر التنمية فيها 0.897. لكنه تقدم اقتصادي ظل مصحوباً بتحديات سياسية واستراتيجية كبرى. فالبلد الذي قسّم إلى دولتين في الحرب العالمية الثانية، يعيش حالة من الصراع الدولي والحرب الباردة، وظل في ذلك استثناءً، فلم تشمله نهاية الحرب الباردة في أواخر الثمانينيات، ويحتاج أن يقود علاقات خارجية متناقضة وصعبة مع شركاء كبار، مثل الولايات المتحدة والصين واليابان؛ كما أنه في حالة صراع، أقرب إلى الحرب، مع الشقيقة الشمالية، ما يجبرها على إنفاق دفاعي هائل (33 مليار دولار سنويا).

تابعوا هوا الأردن على